يوسف زيدان: صلاح الدين الأيوبي سعى لمصاهرة ريتشارد قلب الأسد
أجاب الكاتب يوسف زيدان عن سواله الذي طرحه منذ قليل عن الطريقة التي كان يعامل بها صلاح الدين الأيوبي لريتشارد قلب الأسد.
وجاءت إجابة زيدان عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" «معروفٌ أن ريتشارد قلب الأسد كان من أسوأ ملوك أوروبا، ولم يحكم إنجلترا إلا ستة أشهر، والمقالات والكتب التي تحدّثت عنه (متاحة على الإنترنت لمن يريد الاطلاع عليها) تذكر مخازي كثيرة لهذا الرجل، لا أحب أن أذكرها هنا.. والذي يهمنا الآن، هو طريقة التعامل التي جرت بينه وبين صلاح الدين».
وتابع «فور وصوله إلى فلسطين، استعد ريتشارد لقتال صلاح الدين بأن ذبح 2700 أسير مسلم في عكا بحسب المصادر الأوروبية، وقيل بل ثلاثة آلاف أسير بحسب المصادر العربية.. والتقي الجيشان الإسلامي والصليبي في موقعة "أرسوف" التي انتصر فيها ريتشارد على صلاح الدين».
وأضاف «والذين يخادعون الناس اليوم، بقولهم إن عظمة صلاح الدين تظهر في مدح الغربيين له، ويستشهدون على ذلك بمقالة "إدوارد جيبون" عن صلاح الدين.. نذكر لهم هنا ما جاء في تلك المقالة، وهو يطابق ما جاء أيضًا في سيرة صلاح الدين التي صاغها كاتبه الخاص "ابن شداد" وجعلها بعنوان: النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية. يقول هذا وذاك».
وأكمل «في معركة أرسوف وبينما هو منهمك في ذبح المسلمين أصيب حصان ريتشارد بسهم، فمات، فحزن عليه ريتشارد جدًا.. وعندئذٍ أرسل له صلاح الدين بحصان عربي أصيل لريتشارد، وقيل حصانين، كي يخفّف من حزنه على حصانه الذي مات! ليس هذا فحسب، بل إن ريتشارد اشتهى الكمثرى والخوخ فأرسل يطلبها من صلاح الدين، الذي لم يتأخّر عن تلبية هذا الطلب وبعثها له مثلجة، بالثلج الذي كان المسلمون يجلبونه من أعلى جبال لبنان، ويحفظونه من الذوبان بإحاطته بالملح الخشن، فوصلت الفواكه المثلجة إلى ريتشارد فاستمتع بأكلها! ليس هذا فحسب، بل اتفق ريتشارد وصلاح على تزويج أخت الأول بأخ الآخر، وكاد الأمر يتم لولا أن العروس في اللحظات الأخيرة رفضت.. والأهم من ذلك كله، أن صلاح الدين الذي خرج من "حطّين" منتصرًا، منح ريتشارد ساحل فلسطين بموجب "صلح الرملة" العجيب».
وختم كلامه قائلا: «هذا هو ماجاء في مقالة "جيبون" وفي كتاب "ابن شداد".. ولا عزاء للمخدوعين».