رئيس التحرير
عصام كامل

مافيا «بين السرايات» لبيع الرسائل العلمية.. الماجستير بـ20 ألف جنيه والدكتوراه تقفز إلى 50.. مصر تتراجع في النشر الدولي.. وجامعة القاهرة: إعداد برنامج لكشف السرقات

فيتو

يعاني التعليم العالي من تدني البحث العلمي، وخاصة في مرحلة الدراسات العليا، فبلغ عدد الحاصلين على درجتي الدكتوراه والماجستير إلى أعداد كبيرة ولكن دون تحقيق نتائج علمية تذكر.


الدراسات العليا
وحصل 161623 شخصا من سنة ٢٠٠٠ إلى ٢٠١٣ على درجات علمية عليا "ماجستير ودكتوراه"، وإذا أضفنا إلى ذلك أعداد الحاصلين على دبلومات الدراسات العليا المتخصصة فإن العدد يقفز خلال الفترة الزمنية نفسها إلى 655502 شخص، وذلك طبقا لإحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء.

ويصل عدد الحاصلين على دراسات عليا "دبلومات -ماجستير - دكتوراه " من الجامعات المصرية إلى نحو 750 ألف شخص وذلك خلال الفترة من سنة 2000 إلى 2013 ويقابل هذا الارتفاع انخفاضا في مستوى النشر الدولي في الجامعات المصرية وقلة في براءات الاختراع، هو ما يعني أن هذه الرسائل العلمية ضعيفة ولا تساهم في المعرفة العلمية.

ويعد أحد أسباب ضعف محتوى الرسائل العلمية هو انتشار مافيا المكتبات التي تبيع الرسائل العلمية لطلاب الدراسات العليا مما يجعل هذه الرسائل مجرد سلعة وليست علما، كما أن من يكتبون هذه الرسائل يرتكبون جريمة السرقة العلمية بزيادة الاقتباس من بعض المراجع.

أسعار جديدة
في جولة ميدانية في مكتبات بين السرايات، أخبرت فيها محررة "فيتو" العمال المكتبات أنها طالبة بالدراسات العليا وأنها تقدمت بفكرة بحثية لكلية الإعلام وتم الموافقة عليها وأنها تبحث عن المساعدة في كتابة الأطر والمباحث العلمية.

واكتشفت محررة فيتو أن أساتذة مراكز بين السرايات يخصصون لكل شيء سعره، "ففي مكتبة ر" في بين السرايات، أكد لها العمال، أن العمل على إنهاء الإطار المعرفي متضمن خطة البحث وأهداف الدراسة والمقدمة وأهمية الدراسة وتساؤلات وفروض الرسالة، بالإضافة قائمة المراجع البحثية تكلفته نحو عشرة آلاف جنيه.

وأخبر "عم ع"، أن تكلفة رسالة الماجستير كاملة ارتفعت من عشرة آلاف جنيه إلى عشرين ألف جنيه، وأن سعر رسالة الدكتوراه يتفاوت بين 40 – 50 ألف جنيه، وأن سعر الرسالة يتحدد حسب الباحث وموضوعه، وإذا كان الباحث غير مصري يدفع بالدولار في حدود 5000 دولار.

الماجستير
ما يعرفه أي باحث أن عينة الدراسة والاستبيانات ركن أساسي في الدراسات الإنسانية، وهي تعتبر بمثابة التجربة العملية في الدراسات الإنسانية، وان الدراسة بدون عينة تصبح مجرد تجميع معلومات ويسقط معها أهمية الفرض.

وتحاورت محررة "فيتو" مع أحد أصحاب المكتبات، والذي أخبرها بأن رسالة الماجستير سيستغرق إعدادها 6 أشهر، وسألته عن الجانب الميداني والاستبيانات التي ستحتاجها الدراسة لعينة الجمهور، فأخبرها بأنه من المستحيل أن ينزل لجمع استبيانات وأنه سيعتمد على استبيانات قديمة أو عشوائية وقال: "مقدرش أنزل أعملك شغل ميداني واستمارات، أنا ممكن أطلع لك نتائج عشوائية بدون استبيانات".

جامعة القاهرة
وقال الدكتور عمر عدلي، نائب رئيس جامعة لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي، إن إدارة الجامعة تعمل حاليا على تصميم برنامج خاص سيكشف السرقات العلمية والرسائل العلمية التي لا تراعي قواعد ومنهجية البحث العلمي.

وأضاف عدلي، أن جامعة القاهرة تمتلك لجنة لكشف السرقات العلمية، والتي تكون وظيفتها استقبال الشكاوى على الرسائل العلمية واتهامات السرقة، مؤكدا أن كل من يثبت عليه تهمة السرقة العلمية يتحول إلى مجلس تأديب ويعاقب، وقد تصل العقوبة إلى الفصل.

وأوضح عدلي أن الجامعة لا تمتلك لجنة لفحص الرسائل العلمية، وأضاف أن الفحص مسئولية كل قسم علمي لأنه يصعب تأسيس لجان متخصصة في كل مجال لفحص الرسائل.
الجريدة الرسمية