يوسف زيدان يواصل هجومه: صلاح الدين الأيوبي نهب «بلاد النوبة» واستعمر اليمن
قال الكاتب والروائي يوسف زيدان، إن سبب إرسال صلاح الدين الأيوبي جيشه إلى اليمن والنوبة أنه أراد تأمين جيشه وبناء مملكة له في بلد آخر غير مصر، في حال هزيمته أمام سيده السلطان نور الدين الذي غضب عليه لعصيانه الأوامر.
ويقول زيدان في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل "فيس بوك":
"عندما أدرك صلاح الدين الأيوبي أن سيده السلطان نور الدين غضب عليه لعصيانه الأوامر بالزحف لحصار الصليبيين وطردهم من بلاد الإسلام، ولأن صلاح الدين ترك المهام القتالية التي أرسله السلطان إلى مصر لأدائها، فتركها واستولى على السلطة وجعل مصر مملكة له ولأسرته الأيوبية، بعد غدره بحاكمها الشاب "الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله".
وحسبما ذكر ابنُ الأثير في كتابه "الكامل في التاريخ" والمقريزي في كتابه "السلوك لمعرفة دول الملوك": عرف صلاحُ الدين أن السلطان قادمٌ إلى مصر ومعه جيشُ الإسلام، لمعاقبة صلاح الدين الذي لن يستطيع الانتصار على السلطان وجيشه، بهؤلاء المماليك "الغُز والشركس" الذين جمعهم حوله بعد استيلائه على حكم مصر، هنا فكّر صلاح الدين في إيجاد أرضٍ أخرى يجعلها مملكةً له ولأسرته، إذا ما انهزم أمام السلطان نور الدين، فبعث عساكره بقيادة أخيه "توران شاه" المعروف بقسوته وغدره، وهي صفة في الأيوبيين، كما سيظهر لنا في الأسئلة القادمة "سميُّه، ابن أخيه، قتله مماليك وعسكر الأيوبيين سنة 648 خشية غدره بهم، وكان على رأس قاتليه: بيبرس، قلاوون، أقطاي، شجر الدر".
يقول مؤرخونا الكبار: ذهب توران شاه بعسكر صلاح الدين إلى النوبة أولًا، فنهبها وعذّب حاكمها وزوجته حتى حصل على كل الثروات الممكنة، وجلب عبيدًا كثيرين من هناك، مع أن النوبة كانت قد دخلت إلى الإسلام قبل قرنين من الزمان، غير أنه وجد النوبة بلادًا فقيرة، وغير حصينة، ولن تصلح مملكةً منيعة لصلاح الدين تحميه من غضب السلطان نور الدين.
ذهب توران شاه إلى اليمن، المسلمة منذ فجر الإسلام، فنهب مدنها الكبيرة مثل عدن وزبيد.. وكاد يستقر بها لولا أن الأخبار جاءت بوفاة السلطان نور الدين، فجأة، وبأن صلاح الدين زحف بسبعمائة مملوكٍ مقاتل، للاستيلاء على دمشق وحلب اللتين كانتا عاصمتين لدولة السلطان نور الدين.. فعاد توران شاه، بسرعة، ومعه الغنائم المنهوبة من ديار الإسلام، وكثير من الرجال ليكونوا عبيدًا للأيوبيين، والنساء ليكنّ إماءً مستباحات.. هذه قصة الغزو الأيوبي للنوبة ولليمن، كما رواها مؤرخونا المشهورون، السُّنّة، المحايدون.
يأتي ذلك في إطار رد زيدان على الحملة التي قامت ضده عقب وصفه لصلاح الدين الأيوبي على أنه أحقر قائد في التاريخ، خلال لقاء تليفزيوني مع الإعلامي عمرو أديب.