رئيس الفيليبين يتوجه إلى موسكو في تحد للولايات المتحدة
يتوجه الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي اليوم الإثنين إلى روسيا للقاء فلاديمير بوتين، والذي يعتبره بمثابة بطل على الساحة السياسية الدولية، ولشراء أسلحة وتعزيز سياسته التي تهدف إلى تخفيف الارتباط التقليدي بالولايات المتحدة.
وتهدف الزيارة التي تستمر 5 أيام إلى تمتين التحسن الكبير في العلاقات بين البلدين الذي بدأ مع وصول دوتيرتي العام الماضي إلى السلطة، وبدئه بإعادة النظر في تحالف الفيليبين القديم مع الولايات المتحدة التي يتهمها بالنفاق والتسلط.
وسيلتقي دوتيرتي الخميس مع الرئيس الروسي الذي وصفه بأنه "بطله المفضل"، وتحدث عن نقاط عديدة تجمع بينهما مثل الشغف بالبنادق والصيد.
وقال دوتيرتي الجمعة إن "من أهم أولوياته في هذه الزيارة الحصول على صواريخ روسية موجهة ودقيقة التصويب، لاستخدامها ضد المتطرفين في جنوب الفيليبين"، موضحًا: "لدينا الكثير من القنابل الذكية لكن ليس الدقيقة".
ويأتي سعي دوتيرتي للحصول على أسلحة روسية مع ايقاف تعاونه مع الولايات المتحدة المستعمر السابق لبلاده، والتي كانت لعقود الحليف والحامي العسكري الأكثر أهمية للفيليبين.
كما عمد دوتيرتي إلى خفض عدد المناورات العسكرية السنوية مع الولايات المتحدة وحجمها إلى أدنى حد، ومنع القوات الفيليبينية من القيام بمناورات مشتركة في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، ودعا إلى انسحاب القوات الأمريكية من الفيليبين.
وحدث هذا التحول مع اظهار الصين الحزم في تحدي القوة الأمريكية في المنطقة، عبر توسيع تواجدها في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب بالسيادة الكاملة عليه.
وبالرغم من أن توسع الصين في البحر وصل إلى مناطق تطالب بها الفيليبين، كان دوتيرتي مصرًا على تغيير مسار السياسة الخارجية لبلده بعيدًا عن الولايات المتحدة ولصالح بكين وموسكو.
وكان هذا بشكل جزئي بسبب دعم الصين وروسيا أو على الأقل عدم انتقادهما لحربه ضد المخدرات التي خلفت آلاف القتلى وأدت إلى تحذير منظمات حقوقية من أن ما يقوم به دوتيرتي قد يرقى إلى كونه جريمة ضد الإنسانية.
أعلن دوتيرتي "انفصاله" عن الولايات المتحدة العام الماضي خلال زيارة دولة إلى الصين، وقال في بكين "أعدت الاصطفاف إلى جانب دفقكم العقائدي، وربما سأذهب إلى روسيا أيضًا للتحدث إلى بوتين وإخباره أن هناك 3 منا ضد العالم، الصين والفيليبين وروسيا، إنها الطريقة الوحيدة".
والتقى دوتيرتي الذي يصف نفسه بأنه اشتراكي مع بوتين على هامش قمة آسيا المحيط الهادىء (أبيك) في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في البيرو.
وقال دوتيرتي لبوتين يومها "انا معروف تاريخيًا بأني مع العالم الغربي، وكان الأمر جيدًا خلال المدة التي أستمر عليها، ومؤخرًا أرى الكثير من هذه الدول الغربية تتسلط على الدول الصغيرة".
ومنذ ذلك الوقت زارت فرقاطتان روسيتان مرافيء الفيليبين، وقال دوتيرتي خلال تفقده الطراد الروسي "فارياغ" الذي يحمل صواريخ موجهة في مرفأ مانيلا الشهر الماضي "الروسي معي، لن أخاف".
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين الفيليبين وروسيا منذ 41 عامًا، لكنها بقيت فاترة نسبيًا بسبب تحالف الفيليبين مع الولايات المتحدة، إلى أن وصل دوتيرتي إلى السلطة.
وبلغت قيمة المبادلات التجارية بين روسيا والفيليبين 226 مليون دولار فقط العام الماضي بحسب البيانات الحكومية، فيما كان يصل إلى أكثر من 18 مليار دولار سنويًا مع الولايات المتحدة.
لكن تبقى العلاقات بينهما في "مرحلة وليدة"، إلا أن هذا سيتغير بحسب ما قالت مساعدة وزير الخارجية الفيليبيني ماريا كليوف ناتيفيداد، خلال لقاء مع الصحافة حول رحلة دوتيرتي إلى روسيا.
وأضافت "نعتبر هذه الزيارة علامة مميزة سترسل رسالة قوية عن الالتزام الفيليبيني للسعي إلى شراكات جديدة، وتقوية العلاقات مع الشركاء غير التقليديين".
وقال المحلل في السياسة الخارجية في مانيلا ريتشارد جواد حيدريان، إن زيارة دوتيرتي ستكون "انتصارًا إعلاميًا لبوتين، وانقلابًا ناعمًا لروسيا"، وأضاف "ستكون هذه طريقتهم في وخز عين الولايات المتحدة".