رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 33


ما هى أهداف تلك المدعوة ثورة؟ قالوا شعارات غامضة هي: "عيش – حرية – عدالة اجتماعية". إلا أن عدد الفصائل التى كانت مُتواجدة فى الميدان، لم تُعرف تلك المُصطلحات، وبالتالي، ولأن التعريفات تختلف وفقاً لمنبت الفكر، أصبح الحدث مُعبراً عن الفوضى، ومع عدم وجود أى قائد له، أصبح نوعاً من العبث!!


فإن اختبرنا الحرية كمثال، لوجدنا أن المُتأسلمين ينظرون للحرية على أنها حُريتهم فى أن يعملوا فى تكفير من يريدون وأن يقصوا من يريدون من حظيرة الإيمان وأن يعرفوا الدين كما يبدو لهم وأن يسلطوا سيف النص فوق الرقاب، بما يتنافى مع اعتدال الدين كلياً، وهو ما يقوم به الإخوان بالفعل اليوم!!

وإن نظرنا إلى المُلحدين، فهم يرون أن الحرية مُطلقة بلا حدود، وأنهم لهم أن يقوموا بما يريدون القيام به، بمعزل عن التقاليد والقيم المُجتمعية المُتعارفة!!

وإن نظرنا إلى الحرية وفقاً للتيارات السياسية الأخرى بالميدان، لوجب أن تكون تلك الحرية مُتماشية مع قانون البلاد وواضعة سيادته فوق الرؤوس، إلا أن تعبيرهم عن الحرية، كان تعبيراً فجاً، حيث كان اعتداؤهم يوميًا على القانون وقد قالوا بأنهم ينشدون العدل فى أن يُعدم الرئيس مبارك لقتله المُتظاهرين.

وبالطبع، يدل اجتراؤهم على القانون، وقد تبين أن مبارك لم يقتل أى مُتظاهر ولم يتحمل حتى المسئولية السياسية حيث كانت وزارة الداخلية مُتحللة منذ 28 يناير، أنهم لا يحترمون القانون، وبالتالى فإن فهمهم للحرية مُنتقص ومشوه، ولا يأمن عُقباهم على الأنفُس أو البلاد!!

ومن منطلق رؤية تداخل التعريف لمُصطلح واحد، وكونه يختلف كلياً عن تعريفه علمياً أو وفقاً للمعطيات القيمية فى مصر، نصل إلى نتيجة أن ما حدث كان يجب وأن يصل بنا إلى الفوضى، من حيث التعريف دون النظر فيما سواه من أفعال قام بها من وصفهم الإعلام بالثوار، بينما هم فى حقيقتهم فوضويون، وقد استولى "الثوار الاشتراكيين" على الحدث فى معية "المتأسلمين"، دون غيرهم!!

إلا أننا وحينما ننظر لما دون ذلك من أفعال، نجد أن اعتداء هؤلاء أو من أجروهم من بلطجية دافعوا عنهم، على وزارة الداخلية ومسيراتهم ضد وزارة الدفاع واعتدائهم على القضاء والتعرض له بالسب، إنما هو تعمد لتخريب الدولة، وليس الانتقال بمصر للأفضل!!

وهكذا، ومع مرور عامين على الحدث، نجد أن الهدف الأساسى لتلك المدعوة خطأً بالثورة، هو بصريح العبارة: "خراب مصر" الذى حاول أن يقوم به المُستعمر قديماً وفشل، وفى النهاية لم يجد أفضل من استخدام المُغيبين من مواطنين لتحقيق هذا الهدف!!

إن من يظنون أن الإخوان فشلوا فى تحقيق أهدافهم من حكم مصر وأن الاقتصاد المصرى يتدمر لسوء خبرتهم، عليه أن يُراجع نفسه. فالإخوان يخربون الاقتصاد المصرى عن عمد، ليمرروا مشروع "الصكوك" الذى يبتغى بيع الأصول المصرية للخارج. ويشترك معهم فى تلك المؤامرة، كل من يريد الحوار معهم اليوم لإبقائهم فى الحكم من تلك الجبهة المُسماة بجبهة الإنقاذ، ومن يُعلى من حركة حماس ويُدافع عنها بفجاجة الفاجر، بعد أن قتلت جنودنا فى رفح!!

ما نحياه هو جزء من أهداف نكسة يناير 2011، وليس هدف من نزل مؤيداً لها، لأن هؤلاء ظنوا خطأً أنها ستنقل مصر للأفضل، لأنهم لم يكن لديهم خلفيات بتاريخ مصر أو السياسية فيها أو المؤامرة عليها، نتيجة لسوء خبرة شديد!!
لا .. لن تسقط مصر!!
وللحديث بقية ..

والله أكبر والعزة لمصر،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية