رئيس التحرير
عصام كامل

لم تقتل ولم تغدر ولم تخُن


"لم تقتل ولم تأمر بقتل، ولم تغدر ولم تأمر بغدر، ولم تخن ولم تأمر بخيانة"..بهذا أقسم الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، عقب الاجتماع الذى جمع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومندوب جماعة الإخوان المسلمين فى القصر الرئاسى الدكتور "محمد مرسى"، والمعروف إعلاميا بـ"رئيس الجمهورية"، الأسبوع الماضى.



مؤكدا على الدور الوطنى لقواتنا المسلحة، التى لا يشكك فى وطنيتها، ولا ينال من دورها، سوى فئران اللجان الإلكترونية، التى يمولها خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وولى نعمة "مرسى"، والرجل الحديدى فى العصابة التى تدير مصر، حسبما يُشاع.

إننى أتفهم النوايا الطيبة من وراء حديث "السيسى" عن دور القوات المسلحة، فى حماية الثورة، وعدم التورط فى أية أدوار سلبية، كما يردد المرجفون فى المدينة، والذين فى قلوبهم مرض، من أحاديث إفك، رهم أول من يعلمون أنها ملفقة ومكذوبة، غير أن لهم قلوبا جُبلت على الكذب وخلط الأوراق وتزييف الحقائق، فيرون الحق باطلا، والباطل حقا، ولا يخجلون من الرقص على جثة وطن يترنح، وطن يحتضر، وطن لا يخجل رئيسه من التنازل عن بعض أراضيه لجيرانه.

ربما وجد "السيسى" نفسه مضطرا إلى أن يردد هذا الكلام، فى ظل هجمات بغيضة وممنهجة، من قبل لجان الإخوان الإلكترونية، التى تعتقد هى ومن ينفق عليها، أن السب والشتم وتوزيع الاتهامات الباطلة على الأبرياء، جهاد فى سبيل الله، لا يوازيه إلا جهاد المسلمين الأوائل فى غزوات الرسول الكريم ضد الكفار.

وبحسب التسريبات الواردة من الاجتماع، فإن "السيسى" طلب من "مرسى"، أن يتدخل لوقف الهجمة التتارية الإخوانية، ضد قواتنا المسلحة الوطنية، وأن الأخير وعده بذلك، وإن صحت هذه المعلومات، فإننى أؤكد لوزير الدفاع أن هذا لن يحدث لأكثر من سبب، منها: أن الشعب المصرى، لم يعهد رئيسه يوما وفيا بعهد، فما قطع الرجل على نفسه عهدا إلا أخلفه..

والثانى: أن "مرسى" لن يجرؤ على أن يتدخل لدى ولى نعمته "خيرت الشاطر"، لوقف الهجمات الإلكترونية المهينة لجيشنا الوطنى ورجاله.. السبب الثالث: أن مرسى، بحكم مناصبه ومهامه التى يتشدق بها دائما، جزء من هذه الفوضى الإخوانية، التى تجتاح وطننا، ومن ثم فإنه لن يتدخل أو يأمر بوقفها، فالرجل غير قادر على ضبط ألسنة أولاده، الذين هم من صلبه، فكيف يمكنه إذن أن يفعل ما هو أكبر من ذلك؟.

وأما "السيسى" ورجاله المخلصون، كبارا وصغارا، فنرجوكم ألا تلتفتوا لهذه الصغائر، فأنتم لستم فى حاجة إلى أن تؤكدوا على دوركم الوطنى، فالشعب بدأ فى استرداد وعيه السليب، وأدرك من هم حماة الوطن، ومن هى الجماعة التى سرقت مصر، ويستعد لاسترداد وطنه.. قريبا جدا، وأتمنى ألا تنطلى عليكم خديعة "مرسى" بحركة الترقيات التى لم يهدف من ورائها إلا إلى زرع الفتنة بين صفوفكم، ولكنكم سوف تثبتون لوطنكم أنكم قادرون على تجاوز كل ما يحاك ضدكم، فالحق يجب أن ينتصر.. ولو بعد حين.
الجريدة الرسمية