يوسف زيدان: «الحكم» عقيدة صلاح الدين الأيوبي العسكرية
أجاب الكاتب يوسف زيدان عن سؤاله الذي طرحه بالأمس عن السبب وراء تسليم الملك الكامل الأيوبي (سنة 626 هجرية) القدس، كهدية، للصليبيين.
وجاءت إجابة زيدان عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على النحو التالى:
«يعبّر مصطلح "العقيدة العسكرية" عن المبادئ التي تتحرك الجيوش وفقًا لها وكانت العقيدة العسكرية التي ورثها الأيوبيون من صلاح الدين الذي أورثهم البلاد من بعد، تتلخص في أن الحكم هو الهدف الأساسي والغاية الوحيدة، وأما الوسائل إلى هذا الهدف وتلك الغاية، فهي لا حصر لها: مغازلة المتعصّبين دينيًا، استعباد أهل البلاد لشراء مزيد من المماليك، محاربة الصليبيين أو الصلح معهم، تحرير القدس أو تسليمها لمن يريدها، دفع 400 مليار دولار لترامب، هذه كلها مجرد وسائل، أما الغاية فهي البقاء في الحكم وتوسيع رقعة الملوكية.
وفي إطار هذه العقيدة العسكرية الأيوبية، تنازع على السلطة الملك الكامل الأيوبي مع الملك المعظم الأيوبي، وكلاهما من ورثة العم صلاح الدين الأيوبي، لجأ الملك الكامل إلى الصليبيين وعرض عليهم "التعاون الدولي" فاستجاب له فريدريك الثاني وجاء بجيشه، وفي وقت وصوله ساحل فلسطين (الممنوح للصليبيين من صلاح الدين بموجب: صلح الرملة).
مات الملك المعظم الأيوبي حاكم دمشق فجأة، كما كانت العادة، فوقع الحرج بين الملك الكامل الأيوبي وفريدريك الثاني، فخرج الكامل من الحرج بأن منح القدس هدية لفريدريك الثاني (بموجب اتفاقية يافا، سنة 626 هجرية) يقول المقريزي: فاشتد بكاء المسلمين وعظم الصراخ والعويل، وحضر الأئمة والمؤذنون من القدس وأذّنوا على باب الكامل في غير وقت الأذان! وكان ذلك بلا فائدة.
ويقول ابن العماد: وليت الكامل الأيوبي اكتفى بمنح القدس للصليبيين، لكنه اتبع ذلك بأذية الرعية وقتال عسكر أخيه، فمات خلقٌ كثير لغير وجه الله.