رئيس التحرير
عصام كامل

ثقافة الخوف


البعض تربى على ثقافة الخوف التى شوهت بعضًا من الجيل ليصبح الخوف هو الرادع الأول قبل أى رادع خاص بالأخلاق أو القيم وهذا ما ظهر جليًا فى الشارع المصرى بعد الثورة إذ لم يكن الرادع الأخلاقى هو الدافع لمنع السلوك السلبى وظهر أن الرادع المطلوب للأسف هو التخويف باستخدام العقاب.


لا يمكن أن نعيب على الزمن الحالى إذ إن النتيجة كانت بعد عمر طويل من انهيار التربية قبل أن ينهار التعليم وبعد أن طال الفقر الأسر المصرية التى جعلت الأبناء يهجرون التعليم من جهة والآباء يهجرون منازلهم من جهة أخرى ويسافرون للخارج لفترات طويلة تتعدى فى أغلب الأحوال السنوات مما ولد العنف تجاه الأطفال فى كثير من الأحيان سواء من الأم تارة أو من الأقارب تارة أخرى حتى لم يعد يفهم الطفل لديهم إلا كلمات التحذير من العقاب أو وقوع العقاب فى حد ذاته.

ثقافة الخوف ولدت ثقافات أخرى مرتبطة مثل ثقافة الاستسلام المرهون بزوال الأثر وهو ما كانت نتيجته الآن ثقافة المصلحة.
ساهم رفض المؤثر ومحاولة التغلب عليه والحذر فى ظهور ثقافة الخيانة.

ساهم الهروب من الحقيقة والاتجاه نحو الخيال فى ظهور ثقافة الأحلام وليست ثقافة الأهداف. ساهم التراخى عند زوال الخوف فى ظهور ثقافة التكاسل والعمل فقط عند وجود المشرف فى الأعمال وعند اختفائه يسير كل شىء كما كان.

ساهم الصمت فى ظهور ثقافة السلبية وعدم القدرة على التعبير وفشل العلاقات الاجتماعية وأولها العلاقات مع الأسرة، ساهم طول فترات التحمل فى ظهور ثقافة حب الانتقام واسترداد الحقوق باليد بعيدًا عن القانون، ساهم التخويف والإحساس بتعدى الحدود والإيذاء فى ظهور ثقافة العدوان على الآخرين، ساهم الإيذاء وإفساد حياة الطفل فى ظهور ثقافة رفض الآخر وإفساد حياتهم أيضًا.

ساهم القهر والخوف من كل شىء فى ظهور ثقافة الجبن وذهاب ثقافة الشهامة التى كانت من الصفات الأصيلة لدى الشعب المصرى، إن كنا لا نرضى بأن يتكرر ذلك مع الجيل القادم فعلينا أن نغير طريقة التعامل مع أولادنا حتى وإن تحملنا من أجل ذلك الكثير لأن ما نستهدفه هو خلق جيل مختلف لعله ينفع مصر بما لم يستطع أن ينفعها به الجيل الحالى.




الجريدة الرسمية