رئيس التحرير
عصام كامل

محمود رمضان يكتب: صلاح الدين والفرسان الثلاثة

محمود رمضان
محمود رمضان

لن أتحدث عن كلام الدكتور يوسف زيدان في حق البطل الإسلامي صلاح الدين فترديد كلامه يعطى لتصريحاته أهمية، ولكن يجب علينا أن نقرأ التاريخ جيدا، لنعرف من هو صلاح الدين الذي وحد الأمة الإسلامية من أجل هدف واحد، وهو تحرير المسجد الأقصى بالعدل والتسامح والمحبة.


نحن بأيدينا نهدم تاريخنا من خلال أفراد يطلون علينا يوميا بتصريحات غير حقيقية أغلبهم يبحث عن الشهرة على حساب تاريخنا الإسلامي، فالوضع الراهن لا يقتضى الدخول في إشكاليات جديدة تزيد من الفرقة والتعصب، فعلينا أن نتكاتف من أجل الخروج من الوضع الاقتصادي الصعب، باستدعاء أفكار وعظمة الماضي لحل مشكلات الحاضر وضوح الرؤية في المستقبل.

هناك دول أوروبية كبيرة ليس لها تاريخ يذكر ودول أخرى ينسجون الأساطير والروايات ومن كثرة تكرارها تصبح تاريخ ويمجدونها ويعظمونها ونحن نصدقها وهى في الأصل روايات من خيال الكاتب.

فلنرجع سويا لعام 1844 م لنتعرف على كاتب فرنسي اسمه
" أليكساندر دوما " كتب رواية أسماها" الفرسان الثلاثة "
تسرد قصة ثلاث حراس ملكيين وهم آثيوس وبورثوس وأراميس هؤلاء الثلاثة وصفهم الكاتب كأبطال يعيشون حسب عقيدة ومبدأ " الواحد للكل والكل للواحد " وتأثر الشعب الفرنسي بهذه الرواية حتى أصبحت تاريخ يدرس.

وتم نشر القصة في أرجاء الدنيا، وتم اقتباس العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية من هذه الرواية.
وفى النهاية تم اكتشاف أن هذه الرواية من خيال الكاتب، وهؤلاء الفرسان مدمني خمور، وكانوا يعملون خدما للملك الفرنسي " لويس الثالث عشر ".

كثير من مفكري العالم العربي يقرأ هذه الروايات ويتأثر بها ويستند إليها دائما في كلامه وهى من محض الخيال وعندما يتحدث عن تاريخنا يتطاول على أبطاله، فتاريخنا العظيم مبنى على حقائق لا تسقط بالتقادم ولا يمحوها الجهل وقلة المعرفة.

وعلى الجانب الآخر هناك من يستقى تاريخ صلاح الدين من فيلم الناصر صلاح الدين للمخرج يوسف شاهين، إذن نحن نظلم هذا البطل بعدم قراءتنا لكتب التاريخ فلو تطرقنا إلى جانب واحد عن صلاح الدين في تعامله مع غير المسلمين وتسامحه وعدالته فنحن نحتاج إلى أفلاما وليس فيلم واحد لسرد سيرة هذا البطل الإسلامي العملاق.

ومن أجمل أقوال صلاح الدين
" والله إني لأستحى من الله أن أبتسم وإخواني هناك يعذبون ويقتلون".
أما اليوم فالحياء غير موجود والتطاول مسموح والدول العربية مفككة وبدلا من لم الشمل وإخماد الفتن والمسئولية الوطنية تقتضى ذلك نجد من يشق الصف الوطني بتصريحات غير مسئولة ضررها أكثر من نفعها ولا تمت للحقيقة بصلة.
الجريدة الرسمية