استخلاص الزيت الثقيل جهود بحثية لحل أزمة الوقود.. «تقرير»
وسط مخاوف من قرار مرتقب بزيادة أسعار الوقود خلال الموازنة الجديدة، بداية من شهر يوليو المقبل، ومؤشرات عن وجود عجز في الوقود، يواصل الباحثون في معهد بحوث البترول تجاربهم للوصول إلى أنسب الطرق لاستخراج الزيت الثقيل.
من جانبه، قال الدكتور أحمد الصباغ، مدير معهد بحوث البترول لـ فيتو: إن مصر تمتلك ما يعادل 3 بلايين برميل زيت ثقيل يصعب استخراجها من باطن الأرض، مشيرا إلى أن المعهد لديه إمكانيات تمكن من استرجاع جزء كبير من المخزون الكلي لكميات الزيت الخام الثقيل غير المستغلة، حيث كان يترك في الحقول بعد عمليات الاستخلاص الأولية والثنائية.
وأوضح مدير معهد بحوث البترول أنه من خلال وحدة الاستخلاص المحسن لزيت النفط بالطرق غير التقليدية، تم ابتكار بعض الحفازات التي يتم حقنها على الزيت الثقيل لتفتيته وتكسيره إلى مركبات كيميائية قليلة اللزوجة سهلة الاستخراج وبالتالي يمكن الاستفادة من الزيت الثقيل المتروك.
ولتفعيل تلك العملية بحقول البترول تم إنشاء وحدة نصف صناعية للاستخلاص المحسن للنفط، تتضمن وحدات لإنتاج الكيماويات النانوية، كما يوجد عدة طرق للاستخلاص المحسن تتمثل في قطاع الاستخلاص المحسن للنفط بالطرق الكيميائية، والاستخلاص عن طريق امتزاج الغاز بالزيت.
وأضاف الصباغ أنه من مهام مدير المعهد خلق مجموعات بحثية معينة يمكن عمل صلات فيما بينها لدعم تخصص معين وعمل وحدة خاصة بهذا التخصص، كما يتم تطوير الوحدات التي تم عملها بالتأهيل والتدريب المستمر للفرق البحثية المكونة لها، وتوفير الأجهزة اللازمة لخدمة التخصص، وبتطوير الوحدة تصبح مؤهلة كمركز ذي طابع خاص له مردود اقتصادي.
وفي ذات السياق، قالت الدكتورة مريانا عادل، الباحثة بوحدة الاستخلاص المحسن للنفط بمعهد بحوث البترول: إن الوحدة تعمل على زيادة إنتاجية الزيت الثقيل من خلال الغمر بالبخار، وذلك لاستخراج الزيت الثقيل الذي لا يمكن استخراجه بالطرق التقليدية من الحقول.
وأضافت مريانا أن الطريقة التقليدية لاستخراج الزيت الثقيل غير مجدية أحيانا؛ فعند مرحلة معينة يطفو الماء على السطح ويظل الزيت راكدا بالأسفل، لكن استخدام البخار وتسخينه عند درجة حرارة معينة يعمل على تقليل كثافة الزيت مما يجعله يطفو بسهولة.
وتابعت: "يتم إجراء التجارِب بالوحدة بأخذ عينات من شركات التنقيب واستخدامها في جهاز متطور فرنسي الصنع للغمر بالبخار يتكون من 4 وحدات أساسية".
وأكدت مريانا أن الوحدة تقوم بعمل محاكاة لعملية استخراج الزيت الثقيل من باطن الأرض، ويتم التطبيق بحقول البترول بعد نجاح التجارب النصف صناعية، لافتة إلى أنه يتم تعريض عينة صخرية، تم أخذها من أحد الحقول، للماء ثم الزيت لتمتصه، وبتعريض العينة للبخار يتم استخلاص الزيت وتتمثل المرحلة الأخيرة في وضع عينات الزيت الثقيل المستخلص في فرن مخصص، حيث يحدث فصل للزيت عند درجة حرارة معينة.
وأشارت الباحثة إلى أنه يتم التحكم في مجريات العملية من خلال شاشة ولوحة تحكم تابعة لجهاز الغمر بالبخار المستخدم، حيث يتم التحكم في المضخات ودرجة الضغط ونقل العينات، منوهة بأن طريقة الحقن بالبخار ينتج عنها إستخلاص الزيت الثقيل بنسبة تتراوح بين 60% إلى 70% وهي نتيجة مرضية مقارنة بالطرق الأخرى ويمكن أن تزيد النسبة بحقن الكيماويات.
