رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية فى قفص الاتهام.. القواعد العسكرية الأمريكية فى المملكة حولت الرياض وواشنطن إلى ساحة مباحة لهجمات القاعدة.. والسعوديون احتلوا مكان الصدارة فى قائمة منفذى هجمات 11 سبتمبر

الرئيس الأمريكى باراك
الرئيس الأمريكى باراك أوباما

ربما تسرعت السلطات الأمريكية فى الإعلان عن أن سعودياً هو المشتبه الأول بارتكابه أحداث بوسطن، وهو ما حاول الرئيس الأمريكى باراك أوباما ومن قبله سلطات بوسطن معالجته فيما بعد من خلال تجنب الإشارة إلى القبض على سعودى مشتبه فى ارتكابه التفجيرات، لكن احتمالات التسرع فى توجيه هذا الاتهام ربما ترجع على الأرجح إلى العقلية الأمريكية ذاتها فى ظل الخوف الأمريكى من كل ما هو سعودى فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر، التى شكل السعوديون عاملاً مشتركاً أكبر من بين منفذى تلك العمليات، فضلاً عن الهاجس الذى يطارد أمريكا منذ تواجد العديد من القواعد العسكرية الأمريكية فى المملكة العربية السعودية منذ حربى الخليج الأولى والثانية.


حيث تعتبر السعودية من أهم المراكز الأمريكية فى منطقة الخليج العربى، وكان للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية التى تتبع لها السعودية (ومصر والسودان والأردن والعراق وإيران وغيرها)، عند وقوع أحداث 11 سبتمبر 13 مرفقاً خاصاً بها فى السعودية، بالإضافة إلى حقها باستخدام 66 مرفقاً تابعاً للقوات المسلحة السعودية، أما مقرها فقاعدة الأمير سلطان الجوية، حيث توجد طائرات التجسس يو تو U-2 أيضاً،
وهناك العديد من القواعد الأخرى التى تستخدمها أمريكا بانتظام موجودة فى الضهران (قاعدة الملك عبدالعزيز)، والرياض (قاعدة الملك خالد)، وفى خميس مشيط وتبوك والطائف، ومع أن الوجود العسكرى الأمريكى المباشر قلص كثيراً بعد آب 2003، مقارنةً بما كان عليه مثلاً عام 1990، فإن عناصر مهمة منه ما برحت قائمة حتى اليوم على الأرض، وكانت المملكة قد استضافت منذ عام 1990 عدداً من القواعد العسكرية الأمريكية شبه الدائمة ودفعت أكثر من خمسين بالمئة من كلفة العمليات غير القتالية ضد العراق، وفى عام 2003 قامت 300 طائرة حربية أمريكية مختلفة الأصناف بدك العراق انطلاقاً من تلك القواعد، وسمح لها بالتالى بحرية الحركة فى الأجواء السعودية، وبالقيام بعمليات التقصى والإنقاذ، كما سمح لقوات العمليات الخاصة الأمريكية وغيرها أن تنطلق من الجوف فى شمال السعودية باتجاه العراق.

المنشآت التى كوّنت البنية التحتية العسكرية للقوات الأمريكية: أولاً: المناطق العسكرية: البرنامج العسكرى الأمريكى يقسم إلى ثمان مناطق عسكرية:
1ـ الشمالية الغربية (تبوك)
2 ـ الجنوبية (خميس مشيط)
3 ـ الغربية (جدة).
4ـ الشرقية (الظهران)
5 ـ الوسطى (الرياض)
6 ـ الطائف (مركز الطائف)
7 ـالمدينة (المدينة المنورة).
8 ـ الشمالية (حفر الباطن).
 
وقيادة هذه المناطق تشرف كل منها على مجمل التشكيلات العسكرية فى المنطقة من قواعد برية أو جوية أو بحرية أو مفارز جوية وغيرها.

ثانياً: المدن العسكرية:
1 ـ مدينة (الملك) خالد العسكرية فى الشمالية (حفر الباطن)، وهى أكبر المدن العسكرية فى البلاد ومن أكبر المدن العسكرية فى العالم بلغت تكاليفها (18) مليار ريـال وتستوعب (50) ألف نسمة ومساحتها (2400) كم مربع، تضم مقراً لأركان القوات المسلحة البحرية والجوية والبرية، غرف عمليات تحت الأرض، مركز للقيادة العامة، مدرسة لسلاح الهندسة، وتحميها أنظمة صواريخ وأسراب عدة من الطائرات، وكانت هذه القاعدة هى مركز القوات الأمريكية فى مواجهتها للقوات العراقية وإجلائها عن الكويت وتحطيم البنية التحتية فى كامل العراق.

2 ـ مدينة الملك فيصل العسكرية فى الجنوبية (خميس مشيط).
3 ـ مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية فى الشمالية الغربية (تبوك)
4ـ مدينة الملك فهد العسكرية فى الظهران.

5 ـ مدينة أم الساهك العسكرية لقوات الدفاع الجوى: بدأت استخدامها القوات الأمريكية إبان حرب الخليج الثانية.

ثالثاً: القواعد العسكرية:
1 ـ قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالظهران، وهى القاعدة الأم لجميع القواعد الأمريكية فى الشرق والرابط الأساسى بين القواعد الأمريكية فى أوربا وغرب آسيا، وقد أنشأها الجيش الأمريكى باتفاق مع الملك عبدالعزيز آل سعود ضمن شروط بين الطرفين أبرزها تعهد أمريكا بحماية النظام السعودى من أى تهديد داخلى أو خارجى، ولم تزل القاعدة منطلق الطائرات الحربية الأمريكية.
2 ـ قاعدة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الجوية بجدة.
3 ـ قاعدة الملك فهد الجوية بالحوية (الطائف).
4ـ قاعدة الملك فيصل الجوية فى تبوك.
5 ـ قاعدة الملك خالد الجوية فى خميس مشيط.
6 ـ قاعدة الأمير سلطان الجوية فى الخرج، وهى مقر القوات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية الآن وكانت فى الأصل لإيواء الطائرات الأمريكية القادمة من عُمان والولايات المتحدة، حتى تم تطويرها وتوسيعها لاستقرار القوات الجوية الأمريكية والبريطانية والفرنسية.

7 ـ قاعدة الرياض الجوية فى مدينة الرياض: للطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والطائرات المحلية، وكذلك لطائرات التزود بالوقود، وطائرات الأواكس، وطائرات النقل ومن هذه القاعدة كانت تنطلق صواريخ باتريوت أثناء حرب الخليج الثانية.

8 ـ قاعدة حفر الباطن الجوية: يوجد بها قاعدة خاصة بطائرات اف 111 المتقدمة جداً فى أعمال التجسس واستعملت للطائرات العمودية الفرنسية وطائرات الإسناد الجوى القريب، وطائرات التدريب الأمريكية.
9 ـ قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية بالدمام.
10 ـ قاعدة الملك فهد البحرية بالجبيل.
11 ـ القاعدة البحرية فى جدة.
12 ـ تم إنشاء قاعدة تموين وإمداد أثناء حرب الخليج الثانية إلى الشمال من قرية النعيرية (شمال شرق)، حيث تمتد سلسلة من التلال على بعد 60 كم من الحدود، فقد تم حفر الكهوف فى بطون هذه المرتفعات لتموين الوقود والذخائر بأنواعها وغيرها.

رابعاً: تمت الاستفادة من المطارات المدنية الواحد والعشرين المنتشرة فى البلاد، حيث أضيفت لها مدارج جديدة وعدّلت أطوال بعض المدارج القديمة فى هذه المطارات لتصبح صالحة لاستقبال طائرات النقل العملاقة C-5، وأنشئت أعداد كبيرة من المهابط الإضافية فى المنطقة الشرقية وفى مدينة (الملك) خالد العسكرية بحفر الباطن.


الجريدة الرسمية