رئيس التحرير
عصام كامل

وزير خارجية قطر: لم ندعم «الإخوان» ولا نمتلك دليلا لتصنيفها بـ«الإرهابية»

 وزير خارجية قطر
وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني

أكد وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده «لا ولم ولن» تدعم جماعة «الإخوان»، مشيرًا إلى أنها تشجع إقامة حوار بين طهران ودول مجلس التعاون الخليجي، ولا ترى أي مكان لرئيس النظام بشار الأسد في مستقبل سوريا.


وتطرق الشيخ محمد في مقابلة مع صحيفة «عرب نيوز» السعودية الصادرة بالإنجليزية، إلى موقف قطر من جملة ملفات وقضايا أبرزها ما يتعلق بـ «الإخوان» والعلاقات مع إيران.

وردًا على سؤال عما إذا كانت قطر تدعم الجماعة، قال وزير الخارجية: «نحن لا ولم ولن ندعم تنظيم الإخوان، لكننا بالأحرى ندعم أي فرد يتولى منصب الرئاسة في مصر بطريقة واضحة وشفافة»، في إشارة إلى الرئيس المعزول محمد مرسي.

وفي شأن عدم تصنيف قطر جماعة «الإخوان» تنظيمًا إرهابيًّا على غرار السعودية والإمارات ودول أخرى، قال: «السؤال هو: هل البيانات أو المعلومات التي قادت دول مجلس التعاون الخليجي تلك إلى تصنيف الجماعة على هذا النحو هي المعلومات نفسها المتاحة لدولة قطر؟ كلا، هي ليست كذلك. وبالتالي فإننا لم نضع جماعة (الإخوان) على قائمة الإرهاب لأننا لم نحصل حتى الآن على دليل يثبت أن أعضاء تنظيم الإخوان الموجودين في دولتنا يخططون لأنشطة إرهابية ضد قطر».

وعن سبب احتضان الدوحة أعضاء تنظيم «الإخوان» رغم أنهم مطلوبون في دولهم، قال وزير الخارجية القطري إن «وجود هؤلاء الأفراد هو من قبيل كونهم معارضين سياسيين، ونحن لدينا مثل هؤلاء الأفراد من دول عدة، وليس فقط من مصر. ونحن لا نسمح لهم في قطر بالقيام بأي أنشطة سياسية أو أن يتخذوا قطر منطلقًا للإساءة إلى دولهم أو مهاجمتها».

وفي إشارة على ما يبدو إلى حركة «حماس» رغم عدم تسميتها، قال «هناك مجموعة حاولت القيام بأنشطة سياسية في الدوحة وأبلغنا أفرادها بأن قطر لم يعد باستطاعتها مواصلة استضافتهم».

وتطرق الشيخ محمد إلى ما يتردد عن أن قطر ليست على وفاق في كثير من الأحيان مع نظيراتها في مجلس التعاون الخليجي في شأن عدد من القضايا، قائلًا إن «منظومة مجلس التعاون الخليجي لا تتطلب منا أن تكون لدينا سياسة موحدة إزاء جميع القضايا، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأمن الخليجي الجماعي، فإنه يكون هناك توافق في الآراء لأن هذا الأمر يشكل أرضية مشتركة ولن تنحرف قطر عنه، لا سيما إذا كانت المسألة تتعلق بالأمن الجماعي لدول المجلس أو بخطر وشيك».

وأضاف: «لكن تختلف سياستنا مع دولة شقيقة من دول مجلس التعاون تجاه دولة ما أو موقف معين»، مشيرًا إلى أن «الاختلاف مطلوب وأمر صحي لإثراء النقاش».

وعن العلاقات مع إيران، أكد أن الدوحة لا تدخل في حوار مباشر منفرد مع إيران، «لكننا من ضمن دول مجلس التعاون وقد استجبنا بشكل إيجابي إزاء الدعوة التي وجهتها إيران من أجل الحوار».

وقال: «أما بالنسبة لموقف قطر ورؤيتها في شأن علاقاتها مع إيران، فإننا نؤمن بأنه يجب أن تكون لنا علاقة إيجابية معها بحيث تكون علاقة تقوم على أساس حسن الجوار وعدم التدخل في شئون الآخرين».

وفيما يتعلق بالأزمة السورية، أوضح الشيخ محمد موقف بلاده المتمسك بعدم وجود أي دور للأسد، قائلًا إن «إيجاد إستراتيجية واضحة حول الصراع السوري هو أمر حتمي ولا بد منه. لقد شهدنا كيف أن (الرئيس السابق) علي عبد الله صالح في اليمن قد تحالف مع أعداء دول الخليج الذين دعموه كي يعود إلى السلطة. وبالمثل في العراق، شهدنا كيف خرج (رئيس الوزراء السابق نوري) المالكي بعد تصرفاته وسياساته الطائفية، لكنه ما يزال موجودًا في العراق بل ما زال له نفوذ ووجود في بعض أجهزة الدولة. والأمر ذاته ينطبق على بشار الأسد. فإذا بقي رئيسًا بلا سلطة مثلما يقترح البعض، أو بقي رئيسًا منعزلًا ومحصنًا، فهذا يعني أننا سندخل في النفق ذاته وسنكرر التجربة نفسها، ما يعني أننا لم نتعلم درسًا من أخطائنا السابقة».
الجريدة الرسمية