رئيس التحرير
عصام كامل

ملامح سياسة إيران تجاه العالم بعد الانتخابات الرئاسية.. «تقرير»

إيران
إيران

يختار الإيرانيون، اليوم الجمعة، إما المرشح الإصلاحي "حسن روحاني" أو المتشدد "إبراهيم رئيسي" الذي يؤيده المرشد الأعلى "علي خامنئي" ليكون رئيسهم الثامن منذ الثورة الإسلامية عام 1979.


ولن تؤثر نتائج الانتخابات الرئاسية على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في إيران فحسب، ولكنها ستؤثر أيضًا على السياسة الخارجية لطهران تجاه أصدقائها وأعدائها الإقليميين، فضلا عن علاقاتها بإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا دونالد ترامب، بحسب موقع "ذا دبلومات".

ويضع المرشحان أمام الشعب الإيراني خيارين إما التعامل والانفتاح أو العزلة التامة. وحال فوز "رئيسي" بالرئاسة، ستعود طهران لسياسة المقاومة والمواجهة ورفض كل ما هو غربي أو "أوروبي أمريكي".

وإذا عاد "روحاني" لكرسيه مرة أخرى، سيحافظ على سياسة المشاركة والاعتدال على الصعيدين المحلي والخارجي، وهو ما يريده غالبية المواطنين الإيرانيين حتى وإن لم تحقق تلك السياسة سوى نتائج محدودة حتى الآن.

وحرص "رئيسي"، رئيس أغنى مؤسسة خيرية في العالم الشيعي ويبلغ من العمر 56 عامًا، على تجنيد الكثيرين ممن خدموا في حكومة الرئيس الأسبق "محمود أحمدي نجاد" لمعارضة جهود إدارة "روحاني" خلال السنوات الأربعة الماضية وهو ما يعزز القوى الثورية داخل إيران.

وتعود تراجع شعبية "رئيسي" بين الشباب لفضيحة تورطه في عمليات إعدام جماعي للسجناء السياسيين في إيران عام 1988.

وفي 2016، نشر "أحمد منتظري"، نجل آية الله "حسين علي منتظري" تسجيلات صوتية لأبيه مع "رئيسي" وأعضاء آخرين فيما يعرف بـ«لجنة الموت» تقول: "أعظم جريمة إخلال الجمهورية الإسلامية، وسيديننا التاريخ بسببها، ارتكبتوها أنتم".

ويشار إلى لجنة الموت في إيران إلى تلك اللجنة التي ارتكبت مجازر بإعدام عشرات الآلاف من السجناء السياسيين في صيف 1988.

واستغل "روحاني" سقطة "رئيسي" خلال إحدى فعاليات حملته الانتخابية، قائلا: "لن يتسامح الناس مرة أخرى مع أولئك الذين يعرفون فقط الإعدام والسجن على مدى الـ38 عامًا الماضية".

واعتبر الموقع الآسيوي "ذا دبلومات"، أن وصول "رئيسي" للحكم ومواجهته الرئيس "ترامب" في منطقة مشتعلة بالصراعات، والانقسامات الطائفية، والتهديدات الإرهابية، أمر خطير عكس مواجهة "روحاني" مع "ترامب".

ومن المرافقة، أن تتزامن زيارة رئيس أمريكا للملكة العربية السعودية؛ حيث يناقش الخطوط العريضة مع قادتها لمواجهة إيران والإرهاب في المنطقة، مع فعاليات الانتخابات الإيرانية.

ولا شك أن سياسة إيران تجاه السعودية في ظل رئاسة رئيسي، ستكون أكثر تصادمية وعنوانها التمييز الطائفي فضلا عن تقوية أجندة المرشد الأعلى في اليمن وسوريا، ما يؤجج الصراعات مع السعوديين بشأن سوريا، واليمن، والعراق، ولبنان.
الجريدة الرسمية