لغز الهجوم على البرادعي في لندن !
ما هي تلك الندوة التي عقدت عن حقوق الإنسان والتي لا نرى فيها تقريبا بريطانيا واحدا؟ وما هي تلك الندوة التي يتحدث فيها شخص بحجم البرادعي عند الغرب ولا نرى فيها شرطيا واحدا تقريبا حتى بعد الهجوم على البرادعي والذي استمر لدقائق؟ وما هي تلك الندوة لرئيس الهيئة الدولية للطاقة الذرية السابق والتي تكون في قاعة صغيرة الحجم الذي ظهرت أثناء نقل لقطات هجوم كوادر إخوانية عليه؟
المتأمل في واقعة الهجوم على البرادعي ويربط بين وقوعها في لندن ولندن تحديدا حيث الاستضافة الكبرى من بريطانيا للإخوان وبين عدم صدور بيان رسمي من الجماعة يدين ما جرى رغم دعوة البرادعي نفسه قبل أسابيع قليلة للحوار في إحدى القنوات التابعة للإخوان وعبر سلسلة من الحلقات يجب أن يتوقف ليضع عددا من الاحتمالات:
أولها ترتيب الواقعة كلها من الأجهزة البريطانية وثانيها أن الحادث يستهدف إحياء أحداث رابعة دوليا خصوصا أن أحدهم وهو يهاجمه تحدث بالإنجليزية وبطلاقة عن رابعة وما سبقها من أحداث وثالثها أن ذلك يحدث في ظل مطالب بتصنيف الجماعة كجماعة إرهابية في حين تتقدم الجماعة نفسها للكونجرس الأمريكي تطالب لفرض عقوبات على مصر!
باختصار: الحادث غير مريح وربما تسرع من احتفوا به في الإعلام المصري فقد أقيمت للبرادعي من قبل عشرات الندوات وشارك في عشرات المناسبات الأخرى ولم يحدث مثل ذلك !
سيقول أحدهم: يعني البرادعي سيتفق مع الإخوان على التهجم عليه؟ نقول: ليس بالضرورة أن يتم الأمر هكذا لكن يظل البرادعي على الدوام يروج لفكرة انسحابه المبكر من أي دور سياسي في مصر، وبالتالي فالرجل بعيد الآن عن أي مسئولية ،وبالتالي فالإشارات المنطقية على الاتهامات التي ذكرت لا يتوجه في الحقيقة ضد البرادعي إنما ضد من لم يزل في السلطة في مصر الآن!
يبقى احتمال أخير: هل تريد قوى معينة إفساد أي توحد أو على الأقل تنسيق بين القوى السياسية في مصر بمن فيهم الإخوان قبل الانتخابات الرئاسية؟ ولماذا؟ ومن هي هذه الجهة؟ وما الاستفادة من ذلك؟ وما البديل للتنسيق؟ أم أن فريقا في الجماعة يريد أن يفسد سعي فريق آخر؟ ولحساب من خارج الإخوان يحدث ذلك؟ أم أن الأمر ليس إلا تصرفا غير منضبط لكوادر إخوانية غير منضبطة؟ لكن غير منضبطة وفي قلب لندن؟ ذلك هو المستحيل بعينه!