في ذكرى وفاة حفيد «مبارك».. أسرار الليلة الأخيرة بين «محمد» والرئيس الأسبق.. الأخير: «قلتله يلا وراك مدرسة الصبح وفوجئت بالخبر بعد نص ساعة».. والسرطان يصيب الجد بعد فراق
لم يكن الجميع يعرف شيئًا عن تلك العلاقة الخاصة، صحيح أن هناك بشائر ظهرت من خلال ظهور الطفل «محمد علاء مبارك» مع جده الرئيس الأسبق في أكثر من مناسبة إلا أن البعض اعتبرها «دلع» باعتبار أن الفتى الصغير الوسيم لا زال صغيرًا.
لم تثبت تلك النظرة طويلًا، الأمر بات أعمق من ذلك بكثير، هناك شيء ما ربط «مبارك» بحفيده «محمد»، مبارك يعشق هذا الصبي، يمثل له جزءا ما، ربما رسم الرجل الذي جلس في الحكم لأكثر من 28 عامًا في ذلك الوقت يخطط لحفيده مستقبله.
الأحلام لم تكن كافية، الأعوام وتيرتها تتصاعد، الحزن والغضب يتصاعد من كل جنب، تتر النهاية بدأ بوضع الأقدام على صورته في المحلة 2008، فيما جاء عام 2009 حاملًا معه عواصف وأحزان لم تكن في بال الرئيس الأسبق، لكن خفتت الأمور قليلًا مع اقتراب شهر مايو، عيد ميلاد الرئيس يقترب وكل شيء يمكن التفريط فيه إلا الاحتفال بهذا اليوم الذي وصفه أحد الكتّاب بأنه يوم مولد مصر.
مر 4 مايو كالعادة، الاحتفالات عمت الشوارع والميادين، وبرقيات التهنئة جاءت من كل حد وصوب، نفس تلك البرقيات جاءت بعد أسبوعين 18 مايو 2009، لتعزي الرئيس الأسبق في وفاة حفيده.
وفاة حفيد مبارك كما نُشر كان بسبب إصابته بمرض نقل على إثر للعلاج في فرنسا ولكن العلاج لم يأت بأي نتائج ليلقى ربه عن عمر يناهز الـ12 عاما.
وفي لقاء منذ أكثر من عام كشف حسين سالم المقرب من الرئيس الأسبق، أن «محمد» توفى بين يدي جده بعد شعوره بصداع ونزيف بالأنف ولم تفلح أي محاولات إنقاذه وهو ما أثر في الرئيس الأسبق إذ لازال يتذكر هذا المشهد باستمرار.
فريد الديب محامي «مبارك» يكشف هو الآخر تفاصيل جديدة في تلك الحادث، فيقول في لقاء تليفزيوني بعد ثورة يناير، إن الرئيس الأسبق قال له «كان معايا في المكتب وقلتله روح يا محمد علشان وراك مدرسة الصبح، ونص ساعة لقيتهم بيندهوا عليا، وبيقولوا محمد مبيردش وفي حاجات بيضة بتخرج من بقه ثم حدثت الوفاة».
لم ير الشعب المصري رئيسه حزينًا هكذا، الحادثة نفسها أوجعت قلوب المصريين معارضين ومؤيدين وقاموا بتأدية واجب العزاء، لكن ما ظهر بعد ذلك أثبت أن رحيل الطفل محمد علاء مبارك كان مفصليًا في تاريخ الرئيس الأسبق ولم يعد الأمر كسابق عهده.
لم يحضر العزاء
أول تلك المظاهر كان غياب «مبارك» عن جنازة حفيده التي تولى قيادتها شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي بحضور كافة قيادة الدولة وقتها، فيما غاب الرئيس الأسبق نتيجة حزنه على حفيده، الذي تم دفنه في مدافن الأسرة في منطقة مصر الجديدة.
البكاء المستمر
وكما يكشف فريد الديب فإن الرئيس الأسبق كلما يتذكر حفيده يبكي، ويقول «كان بين أيدي»، مشيرًا إلى أن مبارك بعد تلك الحادثة بأشهر قليلة أصيب بسرطان وتم التأكد من ذلك من خلال بعض التحاليل حتى تم إقرار السفر لألمانيا، لافتًا إلى أن الأمر لم ينشر وقتها في الإعلام.
الرئيس يفقد وعيه
وأوضح محامي الرئيس الأسبق أن «مبارك» سافر لألمانيا في مارس 2010 وأجرى عمليات استئصال الورم وكانت خطرة جدًا نظرًا لحالته الصحية، مشيرًا إلى أنه حتى بعد العودة أصبح غير قادر على الحكم.