الموساد الإسرائيلي يدير «داعش».. نقل ترامب معلومات إسرائيلية إلى الروس يكشف حجم التعاون مع التنظيم الإرهابي.. محلل سياسي: سقطة ترامب محاولة صهيونية لتعكير صفو وجوده بالحكم
إسرائيل تحب دائمًا العمل في الخفاء، لذا أغضبها كثيرًا الكشف عن المعلومات التي سربتها للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تنظيم "داعش"، إلا أن غضبها الشديد من تسريبها يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أنها المسئول الأول عن نقلها لواشنطن.
وأعرب خبراء إسرائيليون في محادثات مغلقة عن قلقهم الشديد فيما يتعلق بنقل المعلومات السرية إلى روسيا حول الوضع في سوريا، ودعوا إلى إجراء فحص كل المعلومات التي نقلت إلى أمريكا مجددا.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" ذكرت أنه في بداية ولاية ترامب حذر مسئولون كبار في الاستخبارات الأمريكية الإسرائيليين من مشاركة المعلومات السرية مع الرئيس الجديد، بسبب علاقاته الودية مع الروس.
أزمة ثقة
وشكل هذا الموضوع بحسب إعلام الاحتلال أزمة ثقة خطيرة بين الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية، التي تقيم بينها تعاونا مكثفا منذ سنوات.
صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية كتبت أنه لا داعي للعاصفة حول القضية، لأن الحديث يدور عن جزء من الحرب العالمية ضد داعش، وأنه من المحتمل أن المعلومات التي نقلت لم تكن جديدة بالنسبة لروسيا.
تأثر العلاقات
وأضافت أن وسائل الإعلام تزيد من حدة الحدث ما هو في الواقع، لكنه يتجاهل تماما الخطر الذي تشكله القضية على العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي باتت تتعرض إلى هزة في الأيام الماضية.
مصطفى كامل أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أوضح أن الموساد لم يتصل مباشرة بالرئيس الأمريكي لكنه أبلغ المعلومات للمخابرات المركزية الأمريكية التي أبلغت ترامب بالتفاصيل معلنة له عن مصدرها الأصلي وهو إسرائيل.
الهيكل التنظيمي لـ "داعش"
وأضاف في تصريح لـ "فيتو"، أن كل ما يهم هو أن إسرائيل على علم دقيق بالهيكل التنظيمي لـ "داعش" الذي لا نستبعد كونه شُكل بعلم الموساد، ولا يمكن لإسرائيل معرفة الهيكل التنظيمي له إلا إذا كان هناك أياد إسرائيلية عبر العملاء.
وأضاف أن من المعروف أن هناك تعاونا بين كل أجهزة المخابرات في العالم في مكافحة الإرهاب، لكن الطبيعي هو عدم الإفصاح عن مصادر المعلومات.
عدم رضا إسرائيل
الدكتور منصور عبد الوهاب المحلل السياسي، قال إنه ليس من الطبيعي أن يقع الرئيس الأمريكي في هذه السقطة، مؤكدًا أن أي تبادل معلومات مخابراتية تكون بين الأجهزة وليس مع الرئيس، واعتبر أن ما جرى مجرد محاولة من إسرائيل لتعكير صفو وجوده في الحكم لأن إسرائيل غير راضية عنه بسبب تراجعه عن نقل السفارة الأمريكية للقدس، أو محاولة منها لتمرير الضغط لتمرير صفقة معينة مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن ترامب ليس ساذجًا لأنه لو ثبت التخابر لصالح دولة أخرى يعد ذلك جناية تؤدي به إلى حبل المشنقة.
وأكد أن تدخل إسرائيل على الخط نابع من أنها تضع نفسها بقدر مساو للدول العظمى في مجال الاستخبارات، لكن طبعا هناك تعاون بين الموساد والسي أي إيه لكن رئيس الدولة لا يعرف كل الموجود بجعبة أجهزة المخابرات، وما ينقل إلى ترامب خطوط عامة فقط وليس كل شئ، مشيرا إلى أن إسرائيل تسرب ما يحلو لها عن المنطقة لأغراض تخدم مصالحها.
وتابع: التعاون بين الموساد والمخابرات الأمريكية طبيعي وهذا موجود بين الأجهزة المختلفة في العالم حتى بين الخصماء، وإسرائيل تريد إمساك ورقة على ترامب تحصل مقابلها على شيء يخدمها، أما داعش فلا أستبعد أن هناك تعاونا بينه وبين أجهزة المخابرات العالمية".