"فاينانشيال تايمز": مفاوضات "النقد الدولي" مع مصر توقفت دون نتيجة
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية نقلا عن مسئولين ودبلوماسيين أنه عقب أسبوعين من المفاوضات بشأن اتفاق قرض محتمل تبلغ قيمته 8ر4 مليار دولار لدعم الاقتصاد المصرى المتعثر، سيعود فريق صندوق النقد الدولى غدا الثلاثاء بدون اتفاق إلى واشنطن التى ستتواصل بها المحادثات على الأرجح.
وأوضحت الصحيفة فى سياق تقرير بثته اليوم الإثنين على موقعها الإلكتروني إن رئيس الوزراء المصري هشام قنديل قال ـ في تصريحات لشبكة "بلومبرج نيوز" ـ إن المفاوضات حول بنود القرض ربما تستمر على هامش مؤتمر الربيع لصندوق النقد الدولي في واشنطن.
وأضافت الصحيفة أنه برغم المحادثات المكثفة وجهود صندوق النقد الدولى المستمرة للتواصل مع الكيانات السياسية من جميع أنحاء مصر، فإن حكومة الرئيس المصرى محمد مرسى ومؤسسة الإقراض الدولى لم تتوصلا إلى حل وسط يزيد من عائدات مصر ويقلل من تكاليف الدعم للوقود والغذاء بدون إشعال مزيد من الاضطراب السياسى.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرض يعتبر خطوة هامة فى تقوية الموارد المالية للبلاد وتمهيدا لمساعدات تنمية أخرى، موضحة أن احتياطيات العملة الأجنبية الهامة لمصر تضاءلت من 36 مليار دولار قبل ثورة عام 2011 إلى 4ر13 مليار دولار فى شهر مارس الماضى مما يضر بقيمة العملة المصرية ويزيد من تكاليف الإقراض.
ولفتت الصحيفة إلى أن المراقبين المقربين من مفاوضات صندوق النقد الدولى قالوا إن المؤسسة تجد نفسها مقيدة، حيث على الرغم من تحمسها لمساعدة مصر تتردد المؤسسة فى تخفيف متطلبات القرض خوفا من أن تطلب دول أخرى معاملة مماثلة. ونوهت الصحيفة إلى أن المفاوضين قل حماسهم بسبب أساليب تفاوض حكومة مرسى.
وأوضحت الصحيفة أن قطر وليبيا وافقتا فى الأيام الأخيرة على المساهمة ب5 مليارات دولار فى الطريق نحو استقرار الاقتصاد المصرى، وهو الأمر الذى ربما شجع حكومة مرسى على الاستمرار فى المقاومة من أجل الحصول على بنود مفضلة أكثر مع صندوق النقد الدولى.
وأشارت إلى أن بنود الخلاف بين الحكومة وصندوق النقد الدولى لم يتم الإعلان عنها، برغم أن مسئولين مقربين من المفاوضات يقولون إن مرسى مانع زيادة الضرائب على السلع الاستهلاكية التى ستغضب قاعدته السياسية قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن المنافسين السياسيين لمرسى كانوا مترددين فى الموافقة على اتفاق القرض برغم ضغط صندوق النقد الدولى حيث أصدر حمدين صباحى زعيم التيار الشعبى بيانا عقب اجتماع مع مسئولى الصندوق من بينهم أندرياس باور رئيس الوفد عارض فيه أى قرض يؤثر على معيشة الفقراء ويضع شروطا تتضمن القضاء على الدعم وزيادة الأسعار وتخفيض الرواتب.
ونوهت الصحيفة إلى أنه فى هذه الأثناء بدا صندوق النقد الدولى اليوم قريبا من الانتهاءمن موافقة على قرض احتياطى بقيمة 7ر1 مليار دولار لتونس التى تعد دولة أخرى فى شمال أفريقيا مرت بثورة وتحاول إنعاش اقتصادها.