الحرب في زمن الكوليرا.. أسباب تفشي الوباء الفتاك باليمن «تقرير»
عبرت منظمات دولية عديدة عن استعدادها لمد اليمن بالمزيد من الأموال في مواجهة وباء الكوليرا، الذي فتك بـ184 شخصا، وأصاب الآلاف ومن ضمنهم سجناء قابعون في السجون.
وقال صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف": إنه خصص مليوني دولار لمكافحة الوباء في اليمن عبر توفير الأدوية اللازمة.
مع إعلان "وزارة الصحة اليمنية" العامة الخاضعة لسيطرة الحوثيين الأحد، حالة الطوارئ في العاصمة اليمنية صنعاء، واعتبارها مدينة "منكوبة" بسبب انتشار وباء الكوليرا فيها، تطرح تساؤلات عن أسباب انتشار هذا الوباء.
وكان مسئول العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر دومينيك إستيلهارت، قد أعلن أن 180 شخصا على الأقل قتلوا جراء الإسهال الحاد منذ 27 أبريل، وأن هناك 11 ألف حالة أخرى يشتبه في إصابتها بالكوليرا في أنحاء البلاد.
وحذرت الأمم المتحدة الاثنين من أن أعداد المصابين بالكوليرا ستشهد تزايدا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وأن انتشار المرض سيتواصل ليبلغ مناطق جديدة في ظل انهيار النظام الصحي.
وباء فتاك
الكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال، قادرة على أن تودي بحياة المُصاب بها في غضون ساعات إن تُرِكت من دون علاج، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتنجم الكوليرا عن تناول الأطعمة أو المياه الملوّثة ببكتيريا الكوليرا، وتستغرق بين 12 ساعة وخمسة أيام، لكي تظهر أعراضها على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياها ملوثة.
ووفقا للمنظمة فإنه لا تظهر أعراض الإصابة بعدوى بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتيريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد وعشرة أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة، ويمكن أن تصيب بعدواها آخرين.
تاريخ ظهور الكوليرا
حسب منظمة الصحة العالمية، أن الكوليرا انتشرت خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم، انطلاقا من مستودعها الأصلي في دلتا نهر الغانج بالهند. وظهرت بعد ذلك ست جوائح من المرض حصدت أرواح الملايين من البشر عبر القارات كلها، أما الجائحة السابعة فقد اندلعت بجنوب آسيا عام 1961 ووصلت إلى أفريقيا عام 1971 ومن ثم إلى الأمريكتين في عام 1991. وتتوطن الكوليرا الآن العديد من البلدان.
والمستودعات الرئيسية لبكتيريا الكوليرا هي البشر ومصادر المياه الدافئة ذات الطعم الأُجاج إلى حد ما، مثل مصبّات الأنهار وبعض المناطق الساحلية التي ترتبط غالبا بتكاثر الطحالب. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن تغيّر المناخ يوجد بيئة مواتية لنمو البكتيريا المسببة للكوليرا.
وتقول منظمة الصحة العالمية: إن هناك صلة وثيقة بين انتشار الكوليرا وبين عجز إتاحة إمدادات المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.
أما بالنسبة لليمن، فهناك عدة عوامل لعبت دورا رئيسا في تفشي الكوليرا، من ضمنها ضرر ودمار المنشآت الصحية التي لم تعد قادرة على استيعاب المرضى.
وأزمة نفايات في العاصمة صنعاء تسبب بها إضراب نفذه عمال النظافة التابعون للبلدية لمدة عشرة أيام، للمطالبة بالحصول على أجورهم، ما أدي لتراكم أكوام القمامة بشوارع العاصمة، حيث اضطر السكان إلى ارتداء الأقنعة بسبب الروائح الناجمة عن النفايات، إضافة إلى نقص الأدوية والكوادر الطبية