رئيس التحرير
عصام كامل

يرويها مسئول كويتى.. كواليس 60 دقيقة مهمة في حياة مبارك.. الخرينج: يتمتع بذاكرة حديدية وصاحب «قفشات».. شخصيته قوية.. الديب رتب اللقاء وجمال التزم الصمت.. وهذه وصيته لمصر

الرئيس الأسبق حسنى
الرئيس الأسبق حسنى مبارك ومبارك الخرينج

صورة جمعت بين الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والنائب السابق لرئيس مجلس الأمة الكويتي "مبارك الخرينج"، انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعى، ونقلت وسائل إعلام عربية ومصرية مصحوبة بخبر لا يتعدي شرحا لصورة اللقاء الودي البعيد عن الشكل الرسمي بين مسئولين بهذا الحجم.


جريدة "الصباح العربى" فكت ألغاز اللقاء وحملت إجابات وافية لأسئلة كثيرة طرحها المواطن المصري عن صحة رئيسه الأسبق، ومدي لياقته على الحديث بعد بلوغه عامه الـ90، وحالته النفسية عقب انتهاء جلسات محاكمته وعودته لممارسة حياته الطبيعية، بعيدا عن زخم كرسي الحكم والمناصب.
الإجابات التي حملتها "الصباح العربى" جاءت على لسان الطرف الثانى في الصورة "مبارك الخرينج" في حوار مطول ترصد "فيتو" أبرز نقاطه في التقرير التالى.

سبب الزيارة

في البداية قال "الخرينج": إن "لقاء مبارك مبارك لمسة وفاء وزيارة واجبة لرجل يراه الكويتيون أحد الزعماء الذين وقفوا مع أزمة الغزو العراقي للكويت عام 1990، و أنه كان حريصا على إجراء هذه الزيارة وانتظر خروجه من المستشفى حتى يقوم بزيارته في منزله".

منسق اللقاء
وكشف أن اللقاء تم التنسيق له عن طريق اتصال هاتفى مع الأستاذ فريد الديب المحامي، عرض خلاله رغبته في زيارة الرئيس الأسبق مبارك بمناسبة خروجه من المستشفى، ونقل له بدوره هذه الرغبة فرحب مبارك وحدد موعد اللقاء في مقر إقامته بمصر الجديدة.

نافيا عدم تواصله مع أي جهة أمنية لتنسيق المقابلة، مضيفا "عند ذهابه إلى مقر إقامة الرئيس الأسبق، وجد الحراسة الخاصة بمقر إقامته على علم بالزيارة، وتم اتباع المتعارف عليه في مثل هذه الزيارات إلا أنه لاحظ أن الحراسة مشددة حول مقر الإقامة وهو شيء تفهمه جيدًا".

جمال مبارك


واستطرد "الخرينج: أول من استقبلني على باب "الفيلا" كان جمال مبارك، ورحب بي واصطحبني إلى الداخل بكلمات التحية والترحيب، وأشار لى بالدخول إلى إحدى غرف الاستقبال.

ووجدت الرئيس الأسبق حسنى مبارك في انتظاري واقفًا وصافحته وعانقته، وأنا أقول له – حمد الله على سلامتك - وبدوره قال لي: أهلا بيك أخ مبارك الله يسلمك.. وأشار لي بالجلوس إلى جواره على أحد المقاعد.

4 باقات ورد

وحول بداية اللقاء، قال السياسي الكويتى البارز: "الحقيقة لثوان تجولت في الغرفة بنظرى، وأنا أرتب لكلماتي الافتتاحية معه، واستمر الصمت لأقل من الدقيقة قطعه دخول أحد العاملين "بالفيلا " حاملا أربع باقات من الزهور كانت في السيارة التي ذهبت بها إلى اللقاء، وقدمت له إحداها قائلا: هذه هدية رمزية لكم بمناسبة الشفاء والخروج من المستشفى، وابتسم الرئيس الأسبق وقال بسعادة: "ده كثير يا أخ مبارك "، فقلت له ده أبسط تعبير عن مشاعر الحب التي يكنها لك الشعب الكويتى".

وقدمت باقة أخرى لنجله جمال مبارك، وطلبت منه أن يقدم بالنيابة عنى باقة لشقيقه علاء وأخرى للسيدة سوزان مبارك، نظرًا لعدم تواجدهما خلال هذا اللقاء.

مشددا على أن اللقاء كان حميميًا جدًا لدرجة إنه لم يشعر بالوقت إلا عندما خرج من "الفيلا" وأدرك أن اللقاء تجاوز الساعة.

لافتا إلى أنه في البداية كانت الجلسة تتسم بالرسمية بعض الشيء، إلى أن سأله الرئيس الأسبق عن الكويت وأهلها.. فأجبته بأن شعب الكويت يقدره ويقدر وقفته الشجاعة إبان الغزو العراقي للكويت، وأكدت له بأن الشعب الكويتي لا ينسى مواقفه الداعمة لتحرير الكويت خلال مؤتمر القمة العربى الطارئ خلال أزمة الغزو، ورسائله التي كان يرسلها إلى صدام حسين ذاك الوقت.

ابتسم الرئيس الأسبق، وقال إنه يحترم الكويت أميرا وحكومة وشعبًا، وأنه كان حريصا دائمًا على التواصل مع الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وأنه كان يتصل به دائمًا ويتشاور معه في العديد من القضايا، وأيضًا أكد احترامه وتقديره وحبه لأمير دولة الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأكد أنه تربطه علاقة صداقة معه منذ أكثر من أربعين عاما، وأن سمو الأمير كان ولا يزال عاشقًا لمصر وللمصريين، وأنه كان يحرص دائمًا على لقائه وأنه يتسم بالحكمة ورجاحة العقل.

ذاكرة قوية

لافتا إلى تطرق اللقاء بينهما إلى ذكريات الرئيس الأسبق عن الكويت، حيث قال إن أول دولة قام بزيارتها بعد أن أصبح رئيسا لمصر عام 1981، كانت لدولة الكويت، وأن لديه العديد من الذكريات الجميلة عن هذا البلد الشقيق.

 مضيفا: ما شد انتباهي أنه يتمتع بذاكرة قوية جدا، حيث تذكر الكثير من الأسماء للعديد من المسئولين الكويتيين الراحلين، وبعض المواقف التي حدثت معهم إبان حكمه.

آثار السجن والمرض

وفى معرض رده على سؤال حول الآثار التي تركتها أعوام السجن والمرض على مبارك؟، قال الخرينج: "بمنتهي الصراحة لم أجد أي تغيير في الرجل الذي قابلته منذ أكثر من عشرين عامًا، حيث كان في كامل أناقته وحاضر الذهن وسريع "القفشات" مثلما كان في الماضي، بالإضافة إلى أنك تستطيع أن تلاحظ ثقته في نفسه بشكل واضح جدا.

ولم يغفل الإشارة إلى دور جمال مبارك في اللقاء، مؤكدا عدم تدخله في الحوار من قريب أو بعيد، واكتفى بالاستماع للحديث بيني وبين والده.

الحديث عن مصر

وأشار الخرينج إلى أن اللقاء مع مبارك لم يتطرق إلى الحديث عن مصر، إلا أن الرئيس الأسبق كان يؤكد أن مصر قوية بأبنائها، وأن الجميع يجب أن يتكاتف لتظل مصر هي الشقيقة الكبرى لكل الوطن العربي، وأن تكون دائما هي قلب العرب النابض.

الجريدة الرسمية