والدة الشهيد محمد راشد: لم أعد أطالب بالقصاص
قالت والدة الشهيد محمد راشد درويش، الحاجة بهيجة أحمد صالح، إن محمد استشهد عن عمر 23 سنة، ولم يكن ابنى فحسب، وإنما كان أبًا لإخوته الثلاثة، فقد انفصلت عن زوجى منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما.
وروت "بهيجة" تفاصيل مقتل ابنها الأكبر قائلة: "فى يوم 28 يناير 2011 (يوم جمعة الغضب)، خرج أولادى الأربعة يهتفون بسقوط نظام مبارك عقب صلاة الجمعة، وانتابنى شعور بالخوف والقلق عليهم لا أعلم لماذا ولكن وكأن الله يخبرنى أننى سأفقد ابنا من أبنائى، وفى منتصف الليل شعرت برهبة وخوف لم أشعر بهما طوال عمرى فأسرعت بالاتصال بمحمد للاطمئنان عليه وعلى إخواته".
وتابعت: "فاجئنى شخص آخر على الهاتف فإذا بى متلهفة أسأله فين محمد يابنى فقال لى بصوت حزين، حضرتك والدة محمد راشد قلت له أيوه يابنى فيه إيه؟ فقال لى تعالى حالا مستشفى الأميرى، وذهبت مسرعة وأنا أكذب قلب الأم وأحاسيسها وفور دخولى قسم الطوارئ بالمستشفى العام، وفوجئت بنبأ وفاة واستشهاد فلذة كبدى إثر طلقات خرجت من قناص غادر من بلطجية الداخلية، الذى قام بإطلاق وابل من رصاص خرطوش إلى وجه محمد وصدره ورأسه وأذنيه وقتل بعد إصابته بـ80 رصاصة منهم 50 رصاصة بالرأس، ليسقط وسط بركة من الدماء وتعجز المستشفى عن إنقاذه ليلفظ أنفاسه بقسم الطوارئ".
واستطردت: "محمد لم يكن بلطجيًا ولم يكن يخرب فى مصر وإنما كان يحاول إنقاذ صديقه (كريم)، الذى أصيب بطلق مطاطى من قبل الداخلية بلطجية النظام السابق".
وأكدت أنها لم يعد لديها أمل فى القصاص لأن الجميع أهدر دم ابنها وفرطوا فى حقه، ولم يعد بوسعها إلا أن ترفع أكف الضراعة إلى الله، قائلة: "اللهم اجمعنى معه فى الفردوس وارزقنا الشهادة وحسبنا الله ونعم الوكيل".