رئيس التحرير
عصام كامل

الفن في عهد الرسول والصحابة.. «النبي» أول من شجع الغناء وضرب الطبول في الأعراس.. اهتم بحضور احتفالات الحبشة مع «عائشة».. وحث على الترويح عن النفس

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مع اقتراب شهر رمضان تتصارع القنوات الفضائية للإعلان عن الأعمال الفنية التي ستعرضها في الشهر الكريم، وسط تحذيرات بحرمانية مشاهدة المسلسلات التليفزيونية، وصلت إلى حد إفتاء البعض بأن مشاهدتها تفسد الصيام، وفي الحقيقة كان الرسول "محمد" صلى الله عليه وسلم أول المشجعين للفن، ولكن أي نوع من الأنواع، وهو ما حدده علماء الدين.


أول المشجعين
يقول عبد الحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون بالأزهر، إن الفن موجود في كافة العصور، وعلى رأسها الدولة الإسلامية، مشيرًا إلى أنه في عهد الرسول اهتم الصحابة بالغناء والترويح عن النفس، أيضًا ضرب الطبول في الأعراس، بكلمات راقية دون خدش للحياء.

وأضاف "منصور": يذكر عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلّى الله عليه وسلّم ـ! فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: " دعهما يا أبا بكر، إنّ لكلّ قوم عيدًا".

وأوضح وكيل كلية الشريعة والقانون، أن الفن في عهد الرسول تميز بقدرته على الارتقاء بالروح وسلوك الإنسان، بكلمة راقية بعيدة عن خدش الحياء، مؤكدًا أن الرسول من أول المشجعين للفن، وظهر ذلك جليًا في قوله: «روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت».

الفن المصري
وأكد "منصور" أن ما يحدث على أرض الواقع من خلاعة وعري، لا يمكن أن يكون فن على الإطلاق، فما هو إلا مجرد خلع وإسفاف، مبررين أن المواطنين يرغبون في ذلك، ولكن هذا غير صحيح على الإطلاق، مطالبًا بنقله كاملة للفن المصري على أن يتم تأسيسه على فكرة الارتقاء بالحياة، والبعد عن فكرة الحرية بالمفهوم المصري الخطأ.

اهتمام الرسول بالفن
ومن جانبه، يقول أحمد محمد عيد، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة: لا يستطيع أحد إنكار عدم وجود الفن في عهد الرسول، وأبرز أمثال اهتمام الرسول بالفن بحضور احتفالات أهل الحبشة بالعيد باستخدام الرحى بطريقة فنية، ولم يتركهم إلا بعد أن يتأكد أن السيدة عائشة قد تشبعت من هذا الفن الراقي، كما أن استخدام الرسول للأمثلة في أحاديثه نوع من أنواع الفن.

وأضاف أستاذ الحديث: كان الرسول يستعين في حديثه مع أصحابه بتخطيط خطوط عريضة مربعة، تخرج منها خطوط أخرى متشابكة، وتحدد محل كل نقطة يستخدمها في شكل تمثيلية، مقدمًا فن رائع يعتمد على الرسم والتصوير لتوصيل المعلومة، فضلًا عن أنه كان يحث أصحابه في عقود القران على ضرب الدفوف، موضحًا إذا نظرنا إلى تراث الرسول نجده مليء بالكثير من الأشكال الفنية.

الفرق بين الفنين
وتابع: باختصار إذا قارنا بين الفن في عهد الرسول والفن الأيام الحالية، فلا ثمة للمقارنة، اللهم إلا في بعض المسلسلات، لافتًا إلى أن الملابس المخلة والألفاظ البذيئة والبلطجة والدعوة لمخالفة الذوق العام تصدرت المشهد، بتبرير أنها معالجة للواقع، قائلًا: "حثنا الرسول على التحدث عن الخير ليبتعد عنا الشر".

تحقيق المصلحة
في نفس السياق، يقول أحمد خليفة شرقاوي، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون طنطا، إن الفن من الأمور التي تتعلق في المجتمع بأمرين "تحقيق المصالح ودفع المتاعب"، موضحًا أن كل قول أو عمل يحقق المصلحة للمواطنين فلا يتعارض مع الشريعة، وبناءً عليه دعا الرسول والصحابة خلال تلك الفترة الزمنية إلى تشجيع الفنون والعلوم.
الجريدة الرسمية