رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح سالم يناقش الدستور في حفل إفطار بميدان التحرير

فيتو

في رمضان الأول بعد الثورة، وتحديدا في يونيو1953، أجرت صحيفة الأهرام حوارا مع الصاغ (الرائد) صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة أثناء حفل إفطار أقيم في ميدان التحرير (الإسماعيلية سابقا) حول الانتقادات التي وجهت للطريقة التي يتم بموجبها وضع دستور جديد للبلاد بعد إسقاط دستور 23 في ديسمبر 1952.


قال صلاح سالم: هناك طريقان اتفق عليهما لوضع الدستور، وهما: إما أن ينتخب الشعب لجنة تقرر الدستور ويصبح نافذا، أو تعين لجنة لوضع دستور يكون للشعب حق قبوله أو رفضه بطرق مختلفة، وقد آثرنا الطريقة الثانية، خاصة وأن أهداف الطبقة الفاسدة كانت تفضل الطريقة الأولى لأنهم يريدون انتخابات عاجلة يسيطرون بواسطتها على اللجنة المنتخبة حتى لا يفلت الأمر من بين يديهم، وحتى يتحكموا في نصوص الدستور وقد فوتنا عليهم الفرصة.

وأضاف: اخترنا الطريقة الثانية حتى ينضج رأي الشعب، وحتى تكون كلمته هي العليا فعلا، ولا يتحكم صاحب ثروة أو عصبية أو جاه في مصائر هذه الانتخابات.

وشن سالم هجوما عنيفا على المطالبين بسرعة وضع دستور للبلاد أو المطالبين ببقاء دستور 23 بقوله: يتباكى البعض على الدستور وينادي به، حتى كدنا نفهم بأننا ماقمنا بالثورة إلا لوأد الدستور وكبت الحريات، لقد قامت الثورة لرد حقوق الشعب إليه وتمكينه من دستوره بكل ما في هذه الكلمة من معان.

وأضاف: لو رجعنا إلى الوراء قليلا لنرى كيف كانت مصر تحكم باسم الدستور الذي يتباكى البعض الآن أسفا على ضياعه، وهو دستور 23، وكانت هناك برلمانات مختلفة، ولكني أسألهم: هل حكمت مصر يوما واحدا باسم الشعب وإرادة الشعب وهل وافق الشعب على معاهدة 36 التي وافق عليها البرلمان لخدمة الاستعمار؟

واعتبر سالم أن المعركة الحقيقية بين طبقتين في هذا الشعب، الأولى طبقة أصحاب المصالح، وهي فئة قليلة كانت تستغل الدولة لصالحها، وهذه كانت تدعى الوطنية، لكنها جمعت الثروات الكبرى على حساب الشعب البائس الذي وقع فريسة لمصالحهم، والطبقة الثانية هي عامة الشعب التي طالما غرر بها باسم الوطنية والدستور والحقوق والواجبات، وستستمر المعركة حتى تنتصر إحدى الطبقتين، وما قامت الثورة إلا لتغليب الشعب على الطبقة الأولى.
الجريدة الرسمية