رئيس التحرير
عصام كامل

6 قوى تحسم مصير الرئيس الإيراني الجديد.. تقرير

المرشد الأعلي على
المرشد الأعلي على خامنئي

ارتفعت حدة الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مع انسحاب المرشح البارز عمدة طهران المحسوب على تيار المتشددين محمد قالبياف، لصالح المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي، المعروف بأنه رجل المرشد الأعلى على خامنئي، في ظل مساعي للرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني في الفوز بولاية ثانية.. ترصد فيتو أبرز 6 قوي تحكم في مصير الانتخابات الإيرانية.


مكتب خامنئي:
يمثل مكتب المرشد الأعلى على خامنئي، أبرز القوى في جمهورية الخميني، في صنع وتوجيه بوصلة الانتخابات الإيرانية، فخامنئي خلال الأسابيع الماضية كان دائم الهجوم على الرئيس حسن روحاني، في توجيه غير مباشر لدعم مرشح المحافظين إبراهيم رئيسي.

وللمرشد الأعلى أكثر من 2000 ممثل أغلبهم برتبة حجة الإسلام منتشرين في كل الوزارات وفي مؤسسات الدولة وفي المراكز الثقافية داخل إيران وخارجها وفي محافظات إيران الثماني والعشرين وهو ما يؤثر بشكل كبير على المسار الانتخابي في إيران.

الحرس الثوري:
يعد الحرس الثوري، أحد أهم صانعي السياسة الإيرانية في الداخل والخارج، وله تأثير مباشر في إخراج الصورة النهائية للانتخابات في إيران، وهو دائما يتوافق مع المرشد الأعلى على خامنئي في صنع السياسة العامة لإيران.

ويرى مراقبون للانتخابات الإيرانية الحرس الثوري يعمل بصورة واضحة وصريحة، على دعم المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي في الانتخابات المقبلة.

وقال على ألفونه الباحث لدى مجلس الأطلسي والذي أجرى بحثًا واسعًا بشأن الحرس الثوري "سيدير الحرس الثوري حافلات كبيرة وصغيرة لنقل الناس من أجل التصويت سيعملون على حشد الناخبين ليس فقط في المناطق الريفية وإنما أيضًا في الأحياء الفقيرة حول المدن الكبرى".

وسيكون لتصويت أفراد الحرس الثوري، الذي يضم ما يقرب من 300 ألف منتسب، فإنها سيكون لهم دورا في دعم إبراهيم رئيسي وحسم الانتخابات المقبلة.

واعتبر على سعيدي، ممثل المرشد الإيراني الأعلى على خامنئي في الحرس الثوري، أن تصويت عناصر الحرس الثوري في الانتخابات الإيرانية "لا يعد تدخلا في العملية الانتخابية".

طبقة " البازار"
إلى جانب القوتين التقليدتين فإن هناك طبقة ثالثة تلعب دورا في الانتخابات الرئاسية الإيرانية ويشكل دعمها، تحديد هوية الرئيس الإيراني الجديد، وهي طبقة البازار، أو رجال الأعمال في المفهوم المصري.

وعندما نتحدث عن “البازار في إيران” نقصد بذلك مؤسسة البازار التي تضم الأسواق الكبرى في المدن الكبرى، مع التركيز على “بازار طهران” الذي له حصة الأسد في الاقتصاد الإيراني، مما يمنحه تأثيرًا سياسيًا أكبر على مستوى البلاد.

وللبازار تأثير سياسي بارز في إيران منذ القرن 18، فهو كان إلى جانب القصر "بلاط الشاه"، والمسجد" المراجع الشيعية" يمثلون مثلث الحكم في إيران.

وتعد طبقة البازار حاليا، المنافس القوى للحرس الثوري الإيراني في حكم إيران من وراء الستار، وسيكون لهم موقفا قويا في دعم مرشح رئاسي يمثل مصالحهم السياسية والاقتصادية داخل إيران.

وأكد شعار "اُترك سورية، وفكّر بحالنا" الذي ردده المحتجون في بازار طهران وبعض المدن الأخرى خلال إضراباتهم المتقطعة في الفترة 2009 – 2012 على الفجوة المتزايدة بين التجار التقليديين في البازار والتجار الجدد المنتمين إلى البيروقراطية العسكرية في إيران.

ويتوقع مراقبون أن يجنح البازار خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى التصويت للمعسكر الأكثر اعتدالا، لتفادي الانعكاسات السلبية التي قد تسببت فيها سياسات مرشح متشدد، كما حدث ابان ولاية الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد.

الإمام الرضا:
"آستان قدس رضوي" أو العتبة الرضوية المقدسة، لا يعرف الكثيرون أنها تمثل أهمية كبرى في تحديد رئيس إيران القادم، حيث تشكل أغنى وأكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامية، بالإضافة إلى نفوذها الديني حيث يزورها سنويا أكثر من 30 مليون شخص بما يمثل سلطة روحية كبير داخل إيران وخارجها خاصة في الخليج العربي.

العتبة الرضوية التي تولى رئاستها إبراهيم رئيسي في منتصف 2016، المؤسسة الخيرية الأكثر ثراءً في العالم الإسلامي، والمنظمة المسئولة عن أكثر أضرحة إيران قدسيةً، مرقد الامام الرضا.

وتبلغ قيمة عقارات "بنياد" اليوم نحو 20 مليار دولار شاملة نحو نصف الأراضي في مدينة مشهد، كما أن الشركات التي تمتلكها تشمل شركات كبيرة مثل رضوي للنفط والغاز، شركة رضوى للتعدين، مهاب قدس، ومجموعة مابنا وشهاب خودرو.
وتُقدَّر أعداد الزائرين لضريح الإمام الرضا (في العتبة الرضوية) كل عام بنحو 30 مليون حاج.


آيات الله:
وتأتي القوة الخامسة التي تحسم المرشح الرئاسي، هم رجال الدين، لرجل المذهب الشيعي دور كبير في حياة اتباع المذهب وقادر على توجيهم.
فالمؤسسة السياسية المدعوة "جمعية مدرّسي حوزة قم العلمية" التي يتمحور عملها حول التعاليم الشيعية أعلنت تأييدها للمرشح المتشدد إبراهيم رئيسي، شأنها شأن "مجمع علماء الدين المجاهدين" في طهران الذي يخضع لإشراف "جبهة ثبات الثورة الإسلامية" التابعة للمرشد الأعلى آية الله على خامنئي، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالشيخ المحافظ النافذ آية الله محمد تقي مصباح اليزدي.

العائلات:
تمثل العائلات ذات النفوذ الديني والاقتصادي، في إيران دورا متأخرا في حسم منصب رئيس الجمهورية، فهناك عائلة المرشد خامنئي، وعائلة مؤسس الجمهورية الخميني وعائلة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، وعائلة رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، وعائلة الرئيس محمد خاتمي وغيرها من العائلات التي ظهرت وتمدد نفوذها بعد 1979.



الجريدة الرسمية