مخاوف من حرب إلكترونية محتملة بعد الهجمات الأخيرة
يحذر الخبراء من تكرار الهجمات الإلكترونية "غير المسبوقة" التي استهدفت مؤخرًا أكثر من مئتي ألف ضحية في 150 بلدًا من بينها مؤسسات حكومية كشركة السكك الحديدية الألمانية. وتتزايد المخاوف من حدوث "فوضى إلكترونية" في العالم.
قالت وكالة أمن الإنترنت الحكومية في فرنسا اليوم الإثنين: إن شركة رينو للسيارات لم تكنالضحية الوحيدة لهجوم إلكتروني وقع نهاية الأسبوع الماضي. وحذرت من احتمال وقوع هجمات جديدة قريبا، حسبما أعلن جيوم بوبار رئيس الوكالة.
وتعكف الوكالة الحكومية الفرنسية حاليًا مع ضحايا الهجوم من أجل التغلب على آثاره، كما ظلت الشركات في أنحاء العالم على الاستعداد يوم السبت الماضي لهجوم إلكتروني جديد.
وتتوقع أن تكون فترة الهدوء مؤقتة بعد الهجوم الذي أصاب بالشلل مصانع سيارات ومستشفيات ومدارس ومؤسسات أخرى في نحو150 دولة.
وتباطأت وتيرة الهجوم الذي نجم عن فيروس (وانا كراي) من فئةبرمجيات الفدية الخبيثة في وقت متأخر يوم الجمعة (12 مايو / أيار 2017) بعد أن عطل ما لايقل عن 200 ألف كمبيوتر وطالب أصحاب أجهزة الكمبيوتر بمبلغ يتراوح بين 300 و600 دولار من أجل استعادة البيانات.
وتوقع جيوم بوبار رئيس وكالة أمن الإنترنت حدوث "هجمات مماثلة بشكل منتظم في الأياموالأسابيع القادمة". وأضاف أن "المهاجمين يقومون بتحديث برامجهم... سيتعلم مهاجمون آخرون من هذه الطريقة وسيشنون هجمات".
وأوقفت رينو الإنتاج في عدة مواقع يوم السبت لمنع انتشارالهجوم العالمي الذي أصاب أنظمة الكمبيوتر. وفي الجمعة الماضية تعرضت تقنيات الرقابة عبر الفيديو لدى شركة السكك الحديدية الألمانية "دويتشه بان" لهدوجم إلكتروني أثر على شاشاته في الكثير من محطات القطار. وتولى المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية التحقيق في هذا الهجوم.
ومن جانبه أعلن المكتب الأوروبي لأجهزة الشرطة الأوروبية (يوروبول) السبت الماضي أن الهجوم الإلكتروني الدولي الذي يؤثر على عدد من الدول والمنظمات هو "بمستوى غير مسبوق".
وقال يوروبول في بيان: إن "الهجوم الأخير هو بمستوى غير مسبوق وسيتطلب تحقيقا دوليا معقدا لمعرفة المذنبين"، موضحا أن المركز الأوروبي لمكافحة جرائم المعلوماتية "يتعاون مع وحدات الإجرام الإلكتروني في الدول المتضررة والشركاء الصناعيين الكبار لتخفيف التهديد ومساعدة الضحايا".
ومن جانبها قالت شركة مايكروسوفت مساء أمس الأحد: إن الهجوم الإلكتروني (رانسوموير) الأخير يجب أن يكون بمثابة "ناقوس خطر" للحكومات.وقال براد سميث، رئيس مايكروسوفت، في مدونة "إن هذا الهجوم يقدم مثالا جديدًا لاعتبار أن تكديس الحكومات لمعلومات عن الثغرات الأمنية في أنظمة الحواسيب يمثل مشكلة".
وأضاف: "هذا نمط ناشئ هذا العام ".كما أوضح أن البرنامج الخبيث المستخدم في الهجوم، الذي بدأ يوم الجمعة الماضية تمت سرقته من وكالة الأمن القومي الأمريكية.
وقال سميث: إن الثغرات التي تخزنها الحكومات تسربت وأصبحت مشاعة "وأحدثت أضرارًا واسعة النطاق". وأضاف سميث "ربما يحدث سيناريو مشابه مع الأسلحة التقليدية، ليجد الجيش الأمريكي أن بعض صواريخ توماهوك قد سرقت منه".
وقال سميث" على حكومات العالم أن تعامل هذا الهجوم على أنه ناقوس خطر"، مضيفا "عليها أن تتبنى توجها مختلفا وأن تلتزم في الفضاء الإلكتروني بنفس القواعد التي يتم تطبيقها على الأسلحة في العالم المادي".
وكانت مايكروسوفت قد أصدرت إجراء إصلاحيا لمواجهة التغرات في مارس الماضي، ولكن العديد من المستخدمين ومن بينهم مستشفيات وحكومات، كانت بطيئة في تحديث أنظمتها، وكانت روسيا من ضمن الدول الأكثر تضررا من هذا الهجوم الإلكتروني.
وتم إيقاف البرنامج الخبيث عندما اكتشف باحث بريطاني (22 عامًا) الذي يستخدم اسم "مال وار تيك" على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، ثغرة في البرنامج يمكن استخدمها لتعطيله.
ع.ع/ ط.أ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل