«الوحل» قصيدة لـ«عبد الحميد عبد الدايم»

الصبحُ الغائبُ يطلُ مِنْ جديدٍ يا أمي
ولا نملكهُ، سرقوهُ منَّا
صارت الأرضُ ممتلئةً بالخطايا
لا أحد يصرخُ في وجوهِهمْ
غير الجوعى والموتى
..
الموتُ رَغيفُ خبزٍ
كان يستله أبي لنا كل يومٍ؛ كي يُطعمُنا
فهل نخافُ مِنهم!
..
وأُمي تلك التي تحنأ جبينها من الشمسِ
كانت تغمسُ أصابعها في النهار
كي ترسم لنا الطين جَمرة فتحرقهم
لكن لم يَدم الطين طويلًا
وابتاعوه كشجرةٍ
..
الشمسُ يا أمي ضحكةٌ تسلَّلَت إلينا
رغم العهر والحصار المقيم
على مآذن الروح
الشمس كانت لهيبًا في جباههم
وكان لنا ظلها اللامتناهي
خلف الجُدرانِ
وذكرى جد لنا
..
كانت تعانقه بشعاعها
كان ينسج من ضوئها سلاحه
كي يحمي باكورة عرضه
الشمسُ اليوم غَابت
والأغراب انتهكوا عرضنا
..
من يُعيد لنا يا أُمي
جَدي وزنبقة أرضنا