داعش في مواجهة 70 ألف فرد بسيناء.. «الترابين» تعلن الحرب على التنظيم.. و23 قبيلة ينضمون لمقاومة الإرهاب..عرقلة التجارة أبرز دوافع السيناوية.. وتعاون مع الأمن للقضاء على خفافيش الظلام
قبيلة الترابين تضبط أحد أفراد تنظيم داعش، تقتله، تسلمه للأجهزة الأمنية التي قدمت لها المساعدة في تعاون يدل على أصالة الشعب المصري في مواجهة الخطر، أخبار باتت يومية يراها المواطن بعد أن أعلنت أكبر قبائل سيناء عن حربها ضد التنظيم المتطرف.
الأمر ليس من باب «الشو»، أسلحة القبيلة تقول أنها رادع قوي لأتباع أبو بكر البغدادي، الأسباب ليست وطنية خالصة هناك مصالح اقتصادية باتت مهددة وقيادات قبلية استحل التنظيم دمائها وهو ما يعد في العرف السيناوي «ثأر لا يمكن التفريط فيه».
اقرأ..شيخ بقبيلة الترابين: أهالي سيناء وطنيون ومن يهزر في أمن الدولة هيموت
تلك الحرب التي بدأت مستترة وخرجت للعلن تصب في مصلحة الأجهزة الأمنية التي باتت تقدم كل الدعم للقبائل كشريك قوي ومهم في تحجيم العناصر الظلامية وحماية الجنود في بعض المناطق.
وبالعودة إلى أصل قبيلة الترابين كما يوضح الدكتور ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، فإن عمرها يمتد لألف عام، وهي أكبر القبائل في سيناء وصحراء النقب ويبلغ تعداد البدوا فيها أكثر من 2.6 مليون نسمة منتشرين في سيناء والشرقية وبورسعيد والسويس والإسماعيلية والقاهرة والجيزة.
اقرأ ايضًا..قبيلة الترابين: الإرهابي المحروق كان يصور إحدى السيارات المفخخة
ويوضح «إبراهيم» أن عدد قبيلة الترابين في مثلث العريش وحده أكثر من 70 ألف فردا، وتنقسم القبيلة إلى عشائر يصل عددها إلى 120 عشيرة، أما أصولها كما توضح بعض المصادر فتعود إلى مدينة «بئر سبع» الفلسطينية المحتلة، وتستوطن القبيلة من رفح إلى خليج العقبة على البحر الأحمر.
ويرجع بعض المؤرخين جذور القبيلة إلى الحجاز وأن جدهم الأكبر عطية نزح من الحجاز وتزوج في سيناء امرأة من بنى واصل، وأنجب عددا من الأولاد الذين استقروا على الحدود المصرية الفلسطينية الحديثة، وتسموا بالترابين نسبة إلى بلدة «ترب» القريبة من الطائف الحجازية الشهيرة، والتي آذت رسول الله من قبل وأبت نصرته.
بداية الصدام
بداية الصدام كان في عام 2014 حين بدأت الاحتكاكات من جانب داعش الذي عرقل تجارة القبيلة الكبيرة في وسط وجنوب سيناء، حتى جاء يوم 14 أبريل الماضي والذي يعد الشرارة التي أطلقت حرب القبائل بعد أن استهدف داعش قوافل تجارية لـ«الترابين» ثم اختطاف أحد ابنائها واستهداف أحد منازلها تحت زعم «معاونة الأجهزة الأمنية»
شاهد..متحدث «الترابين» يكشف تفاصيل حرق داعشي في سيناء
وكان التحدي الأكبر قتل الدواعش لزعيم القبيلة، ثم قتلهم لابنه بعد ذلك في سوابق فريدة، ولم يقف الأمر عند ذلك بل زاد الدواعش في غيهم وجبروتهم فقاموا باقتحام منزل أحد شيوخ قبيلة الترابين في غيبته وأخرجوا النساء والأطفال منه ثم قاموا بتفجير المنزل بما فيه.
تحرك قبيلة «الترابين» كان حاضرًا منذ عام حين أعلنت 23 قبيلة معها نيتهم لمواجهة «داعش سيناء» من أجل عدة أسباب على رأسها الدفاع عن أنفسهم وأموالهم ولكن مع اشتداد الضربات من التنظيم خلال الشهر الماضي أصدرت القبائل بيان جاء نصه «لقد تماديتم في الغى والعدوان، وتلوثت أيديكم بالدماء البريئة، وانتهكتم الحرمات، وتخطيتم كل الحدود الحمراء، وتدثرتم بعباءة الدين وهو منكم براء، وقد صبرنا حتى أقمنا عليكم الحجة بالعرف والعقل والنقل والشريعة، وأشهدنا عليكم القاصى والدانى حتى برئنا من دمائكم وأرواحكم، لذلك نعلنها: أن نحوركم حلال لنا، وقلوبكم سواده لرصاصتنا، وأجسادكم سيسكنها التراب بإذن الله، ونحن على الحق المبين، وآن أوان الذود عن النفس والعرض والمال فلا تلوموا أنفسكم إذا احتدمت المعركة».
لم يكن الأمر مجرد خطابًا فقط فبدأت قبيلة الترابين بعمليات ضد التنظيم الإرهابي تمثلت في ضبط بعضهم وتسليمهم للأجهزة الأمنية، وقتل آخرين في معركة يجد الكثيرون أنها ستعود بالنفع على الجميع خاصة أن ما يميز القبائل إنها تعرف جيدًا دروب الإرهابيين ولديهم خبرة في اقتفاء أثرهم.