رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة هجرة اللاجئين عبر المتوسط.. الفرار من جحيم الأوطان إلى أهوال الغربة.. مزايدات سياسية من دول الاتحاد الأوروبي.. نشاط واسع للمهربين وغرق ألف لاجئ.. ومطالبات بحوار سلام بالدول المصدرة للأزمة

فيتو

لا يزال حلم الهجرة إلى أوروبا وخاصة إيطاليا يراود خواطر الكثير من اللاجئين وغيرهم، ويدفعون من أجل تحقيق هذا الحلم كل غالي ونفيس، وبالرغم من مخاطر الطرق غير الشرعية للهجرة إلا أن الكثيرين على أتم الاستعداد لخوض التجربة علّها تصيب.

أزمات وحوادث متكررة
ويجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام تحد كبير لخفض أعداد الحالمين بالوصول إلى الضفة الشمالية للمتوسط، فهل من حلول تلوح في الأفق؟ وما تزال الأخبار تتوالى عن حالات غرق في البحر المتوسط، ومن ضمن الأخبار التي لا تريد أن تمحى من نشرات الأخبار لجوء عائلات من سوريا ونيجيريا وغينيا وبنجلاديش بشكل متكرر للمهربين من أجل السفر عبر ليبيا إلى أوروبا في قوارب مزدحمة ما يتسبب بحالات غرق متكررة.

وصل هذا العام نحو 41 ألف لاجئ إلى إيطاليا، وذلك حسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة (IOM) بزيادة تصل لـ10 آلاف مقارنة بالعام الماضي، منهم أكثر من ألف لاجئ كان مصيرهم الغرق، وكان من الممكن أن تكون أعداد الموتى أكبر لولا مساعدة المتطوعين وخفر السواحل الإيطالية.

اللجوء للمهربين
تقول باربرا لوخبيلر المتحدث باسم السياسة الخارجية وحقوق الإنسان عن حزب الخضر في البرلمان الأوروبي: "لا يستطيع الاتحاد الأوروبي أن ينهي هذه الدراما بشكل نهائي خاصة أن إغلاق الحدود التركية، يجبر الناس على اللجوء إلى المهربين".

اتفاقات وتمويلات
أما بالنسبة للاجئين القادمين عبر تركيا إلى الجزر اليونانية، فوجد الاتحاد الأوروبي حلا العام الماضي، وهو إتمام صفقة مع تركيا، إذ تلتزم أنقرة بموجبها بحماية الحدود واتخاذ إجراءات ضد المهربين، وفي المقابل فإن الاتحاد الأوروبي يلتزم بتقديم 6 مليارات يورو من أجل المساعدة في تحمل نفقات اللاجئين.

وبعد هذا الاتفاق مع تركيا تريد بروكسل تطبيق اتفاق مماثل مع الدول المغاربية، وبالأخص مع ليبيا، لأنه كما أوضح وزير الخارجية النمساوي فوفجانج سابوتكا في وقت سابق فإن "إنقاذ اللاجئين في البحر لا يعني تذكرة للوصول إلى أوروبا، وهو ما يعني العمل على منع المهاجرين في التفكير في الوصول إلى أوروبا عبرالمتوسط.

تعاون صعب
قالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني: "من أجل تحكم أفضل بتدفق اللاجئين من ليبيا، وضع الاتحاد الأوروبي خطة من عشر نقاط في فبراير الماضي، ومن جملة ما تم الاتفاق عليه تحسين عمل خفر السواحل الليبي وتدريبهم، ووضع اللاجئين في مراكز استقبال مناسبة".

وينبغي الانتهاء من البرنامج التدريبي خلال العام الجاري، وحتى ذلك الحين يجب على الليبيين السيطرة بشكل أفضل على مياههم الإقليمية، ولقد تم بالفعل تدريب 100 عنصر من حرس السواحل الليبيين، كما سيتم توفير قوارب إنقاذ ومعدات أخرى لمكافحة المهربين.

ووصفت وزيرة الدفاع الألمانية أوسورا فون دير لاين الأمر بأنه "غير واقعي" في الوقت الراهن، كما أن الاتحاد الأوروبي ما يزال منقسما حول طبيعة الأسلحة والتجهيزات الواجب إرسالها إلى ليبيا، فالوضع السياسي صعب للغاية في ليبيا، ليس فقط بسبب وجود 3 حكومات متنافسة في البلاد، بل أيضا بسبب وجود أمراء الحرب والعديد من المليشيات والجماعات الإرهابية التي تسيطر على معظم أنحاء البلاد.

جهود مضنية
وأوضحت باربرا لوخبيلر المتحدث باسم السياسة الخارجية وحقوق الإنسان عن حزب الخضر في البرلمان الأوروبي، أنه بالرغم من المحاولات العديدة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي من أجل مساعدة الحكومة الليبية، وجعلها فعّالة وقادرة على العمل، "إلا أن الطريق ما زال في بدايته"، إذ أن إقامة مراكز استقبال آمنة للاجئين في ليبيا أمر ما يزال بعيدا عن الواقع.

وتابعت: "ما يجب فعله بدلا من ذلك هو مكافحة أسباب الهجرة، وإقامة محادثات سلام في سوريا برعاية الأمم المتحدة، ودعم الدول المحيطة بسوريا مثل لبنان والأردن، الذين استقبلوا لاجئين بأعداد كبيرة، بحيث يتمكن اللاجئون هناك من إرسال أطفالهم للمدارس، ودخول سوق العمل والحصول على رعاية صحية، وإقامة مناسبة في مخيمات اللجوء".

طرق قانونية
وتضيف لوخبيلر: "يجب أن تتوفر أيضا فرص هجرة قانونية إلى أوروبا دون الحاجة إلى مخاطرة اللاجئين والمهاجرين بحياتهم في البحر"، مشيرة إلى أن هذه المشاريع موجودة بالفعل على أرض الواقع، إذ أنه نظريًا من الممكن استقبال 20 ألف لاجئ سنويا من قبل دول أوروبا، غير أنه بالنظر إلى أعداد اللاجئين المتزايدة على المستوى العالمي والذي يصل إلى 45 مليونا بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، فإن هذه الأعداد تعتبر "نقطة في بحر"، كما أن هذه المشاريع تفتقد للحماسة داخل دول الاتحاد، ما يعني أن فرص المصادقة عليها في البرلمان ضئيلة".

وأكدت: "هناك نقص في الإرادة السياسية الأوروبية، الأمر الذي يمنح وقتًا إضافيا للمهربين لمواصلة نشاطهم عبر المتوسط، خاصة بين ليبيا وإيطاليا، وبدون أي حلول أوروبية على أرض الواقع فإن اللاجئين سيواصلون الغرق أمام السواحل الأوروبية".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية