ماذا قال لي الدكتور صبري الشبراوي!؟
الدكتور صبري الشبراوي، أستاذ الإدارة والتسويق بالجامعة الأمريكية، خبير التنمية البشرية، واحد من المصريين الذين تألقوا في الخارج، وتولى مناصب علمية محترمة في أمريكا واليابان، ثم تركها وعاد إلى مصر ومعه أحلام كبيرة حتى يفيد بلده بعلمه وخبرته، وكان أول من تحدث عن التنمية البشرية والاستثمار في البشر، وكان ذلك في أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
أول لقاء لي مع الدكتور صبري كان من 25 سنة وآخر لقاء من أسبوع ونفس الكلام سمعته منه في أول وآخر لقاء وفي كل اللقاءات التي جمعتنا وكأنه لا شيء يتغير في مصر، بل أحيانًا يكون التغيير للأسوأ، هناك أقوال مأثورة حصرية للدكتور صبري الشبراوي منها مثلا أنه لا توجد دولة فقيرة وأخرى غنية ولكن هناك إدارة غنية وأخرى فقيرة، ويقارن بين مصر واليابان فالأولى لديها كل الموارد ومازالت فقيرة والثانية غنية رغم فقر مواردها، أيضًا الإدارة الغنية هي التي جعلت سنغافورة (5 ملايين نسمة) وبدون موارد ناتجها القومي أكثر من الناتج القومي لمائة مليون مصري، كذلك تايوان ربع مساحة سيناء ودخلها القومي ثلاثة أضعاف الدخل القومي المصري، فالغنى صناعة وإدارة وكذلك الفقر ومصر دولة كبيرة ولكنها تعيش على قرية صغيرة..
ويضيف الشبراوي أن مصر ليست دولة فقيرة بل غنية بمواردها والتي نادرا ما تتوافر مكتملة لأي دولة في العالم، ولكن سوف تظل مشكلتنا المزمنة هي اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، ثم يقول لو ابنك متفوق ولكنك تصفه دائمًا بالفاشل فسوف يفشل في حين إذا كان فاشلا فإن تشجيعك له سيجعله متفوقًا..
من أقواله أيضا إن الإدارة صانعة الحضارة وعدم الاستفادة من الحضارة يحولها إلى حجارة، والاستثمار في البشر أهم من الاستثمار في الحجر، وإن الإنسان قدرات وتوقعات أي إمكانيات وطموحات، فالشخص النابغ يجب أن يكون لديه طموح في تولي المناصب، وحينما سألته هل انت مشتاق للمناصب؟ إجابته كانت أسرع من السؤال طبعًا مشتاق وأنت لابد أن تكون مشتاقًا وإلا تصبح غبيًا..
فالجالسون على كراسيهم مشتاقون ويحللونه لأنفسهم ويحرمونه على غيرهم، قلت له هل كان نفسك تكون وزيرا؟ أجاب: أقل منصب كنت أستحقه رئيس وزراء مصر، كنت نقلتها بعملي وخبرتي، ثم أضاف: ما يقلقني على البلد أنه حينما يسأل طلابه مين بيحلم يكون رئيسًا للجمهورية؟ فلا يجد إجابة عكس طلابه في الخارج معظمهم يحلمون برئاسة بلدهم..
ويقول الشبراوي إن العلم والعمل والقيم والأمل هي أساس تقدم الدول، وإن المواطن المصري رغم كل ظروفه يستطيع تحقيق المعجزات إذا أحسن إدارته واستغلاله كما يفعلون معه في الخارج، ويقول أيضًا إن والده الرجل البسيط هو مثله الأعلى وكان دائمًا يقول له احلم بالقمر حتى تصل للنجوم ولهذا تربيت على الطموح الكبير والثقة في النفس وكراهية الضعف والاستكانة.
ومن أهم ما قاله لي الدكتور صبري إن مؤسسة الرئاسة كانت تدعوه وغيره من أصحاب الآراء الشديدة لحضور لقاء الرئيس مبارك مع رئيس وزراء إسرائيل، حيث كنا نقول للمسئول الإسرائيلي ما لا يمكن أن يسمعه من أي مسئول مصري، آراء كثيرة وصادمة للدكتور صبري الشبراوي محل اتفاق واختلاف، ولكننا في مرحلة نحتاج فيها إلى كل الأفكار الجيدة التي تنير لنا الطريق.. واللهم احفظ مصر.
egypt1967@yahoo.com