رجل الطرق في مصر
لا أحد يستطيع أن ينكر أن هناك طفرة كبيرة في مشروعات الطرق والكبارى، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك إصرارًا من جانب منفذي هذه المشروعات على الانتهاء منها خلال الوقت المحدد سلفًا ودون تباطؤ أو تكاسل، وربما قبل المواعيد المحددة، وبما أن الحكومة تملك النشاط والهمة والإنجاز والسرعة لماذا لا تنتقل هذه العدوى والهمة والنشاط لباقي المشروعات التي تشرف عليها الحكومة؟ ومنها ملف الأسعار وتوافر السلع والرقابة على الأسواق وتوفير اللحوم والدواجن بسعر مقبول؟!
فالحكومة في ملف الطرق مقاول شاطر ينجز ما يريده في أقل وقت ممكن، ويقف الإنجاز خلال فترة قصيرة شاهدا على العرق الذي بذل، أما الحكومة في ملف الأسواق والرقابة عليها وتوفير ما يحتاجه المواطن بسعر مقبول رجل مريض لا يقوى على الحركة حضوره مثل غيابه ولا يخيف حتى صاحب عربة "حرنكش" فأين المشكلة؟
من المؤكد في الحكومة نفسها.. فالحكومة في الطرق هي نفسها الموجودة في الأسواق ولكنها في الأولى امتلكت الإرادة والرغبة في الإنجاز، وفى الثانية تهربت من المسئولية بدعوى العرض والطلب.. رغم أنه لم يطلب منها أحد أن تفرض أسعارًا بعينها، كل ما هو مطلوب منها هو مراقبة الأسواق والحد من ارتفاع الأسعار وتوفير أقل القليل من السلع للمواطنين محدودي الدخل.. لم يطلب منها أحد أن توزع سلعًا مجانية.. كل ما هو مطلوب توزيع اهتماماتها على الأسواق والحد من الجشع واحتكار السلع خاصة مع دخول شهر رمضان.
ملف الطرق من الملفات التي يحسب للحكومة نجاحها فيه، ومن المؤكد أن هذا النجاح وإنجاز عشرات المشروعات الكبرى من الطرق والكبارى بطول مصر وعرضها لم يتحقق بضربة حظ أو بالمصادفة، وإنما بالتخطيط والعمل والإصرار على تقديم شيء إلى المواطن حتى يشعر أن هناك من يسأل عنه ويعمل على توفير راحته.. كما أن المشروعات الجديدة أصبحت حاضرة في محافظات الصعيد كما هي حاضرة في القاهرة الكبرى والوجه البحرى.. أصبح الصعيد يأخذ حقه في التنمية مثله مثل المحافظات المحظوظة، ففي الصعيد أصبح يتم إنجاز مئات المشروعات في العام، عكس ما كان يحدث في الماضى.
مشروعات الطرق والكبارى تقف خلفها منظومة متكاملة من العمل الجاد على رأسها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وجهاز التعمير وهيئة الطرق والكبارى والشركة القابضة للطرق والكبارى التي يقودها اللواء مهندس رشدى سليمان، الذي يعمل في صمت ويقطع محافظات الجمهورية ذهابا وإيابا في الصباح والمساء من أسوان إلى الإسكندرية يتابع ويسأل ويراقب ويسجل، لا يعرف المستحيل كل شيء عنده ممكن، يجلس في صمت يتابع أدق التفاصيل لا يرضى سوى بالإنجاز ولا يقبل سوى التميز يستحق أن يكون رجل الطرق في مصر، حيث تنفذ شركته 162 مشروعًا على مستوى الجمهورية بتكلفة تتجاوز 12 مليار جنيه.. فشكرًا لكل من أسهم في طريق يصل بنا في النهاية إلى فتح أبواب رزق للمصريين.