رئيس التحرير
عصام كامل

الوعود الزائفة لمسئولي الجيزة.. المحافظة تفشل في حل أزمة البطالة.. تحمل المواطنين مشكلة القمامة.. وأزمة انقطاع المياه تقضي على ثقة الأهالي في الأجهزة التنفيذية

محافظة الجيزة
محافظة الجيزة

غالبا ما يشوب العلاقة بين المواطنين والمسئولين فقدان الثقة بينهما، فالمواطنون يريدون دائما تحقيق بعض المطالب التي تبدو من وجهة نظرهم أنها مشروعة، بينما يرى الطرف الآخر أن ذلك يتعذر تحقيقه وإذا سألت عن السبب فإن القائمة تطول.


وأحد أفضل الأمثلة على ذلك تلك العلاقة القائمة بين مسئولى محافظة الجيزة ومواطنيها والذين انعدمت الثقة تماما بداخلهم في القائمين على زمام الأمور بالمحافظة، وذلك نظرًا لكثرة الوعود التي أطلقها المسئولون وأكدوا أنها ستحقق على أرض الواقع وعادة ما تكون النتيجة "لا جديد يذكر".

كان آخر تلك الوعود التي لم ينجح في تنفيذها مسئولو المحافظة، هو القضاء على مشكلة البطالة التي يعانى منها أبناء المحافظة، فطبقا لآخر التقارير الرسمية الصادرة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن 12% من سكان الجيزة، يعانون من البطالة، وتعددت تصريحات المسئولين حول سعي المحافظة للقضاء على البطالة، وذلك من خلال تنظيم عدد من ملتقيات التوظيف بالمحافظة.

ولكن تلك الفكرة لم تكن الحل الأمثل للقضاء على واحدة من أهم مشكلات الشباب فعلى الرغم من تنظيم المحافظة لعدد من ملتقيات التوظيف خلال الفترة الماضية كانت محصلة الشباب الذين تم توظيفهم منها هي لا شيء وذلك على الرغم من العدد الذي تقدم إلى الملتقى الأخير الذي تم تنظيمه في منطقة أرض المعارض بشارع فيصل.

وكان مقررًا للملتقى أن يوفر 20 ألف فرصة عمل ونتيجة لحالة فقدان الثقة لدى الشباب بنجاح تلك الفكرة ربما لفشل الملتقيات التي تم تنظيمها في وقت سابق لم يتقدم إلية إلا 5 آلاف شاب إلا إنهم شعروا بالصدمة بعد ذلك، بأن الشركات والمصانع الذين سجلوا بها لم تتواصل معهم بعد انتهاء الملتقى، كما كان مقررًا لاستكمال إجراءات التوظيف وهو ما أصاب الشباب بحالة من اليأس وفقدان الأمل في الحصول على وظيفة.

موقف صادم
وأكد المسئولون في المحافظة أن الشباب لا يرغبون في العمل ولديهم حالة من التكاسل فاللواء كمال الدالى محافظ الجيزة كان له تصريح شهير قال فيه «ليس لدينا بطالة في المحافظة ولكن لدينا بطالة والشباب مش عاوز يشتغل».

وكان لتصريحات المسئولين بالمحافظة عن تلك الأزمة رد فعل سلبي لدى المواطنين الذين أكدوا أنهم لم يجدوا فرص عمل تتناسب مع المتطلبات والظروف الاقتصادية الحالية.

أزمة القمامة
وتعد مشكلة انتشار القمامة بالشوارع والأحياء التابعة للمحافظة واحدة من أكبر الأزمات التي تمثل صداع في رأس المسئولين لكثرة شكاوى المواطنين، وكثرة تصريحات مسئولي الجيزة عن وضع خطة للقضاء على أزمة القمامة بشكل نهائى من شوارع المحافظة سواء من خلال فكرة التعاقد مع شركات جمع القمامة من المنازل في وقت لاحق والتي لم يكن أداؤها كما تشتهي سفن قيادات المحافظة وانسحبت بعض تلك الشركات من العمل وتم فك الارتباط مع الشركات الأخرى.

كما اعتمدت المحافظة على توزيع عدد من صناديق القمامة التي يتم إنتاجها في ورش الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالمحافظة، وهى الفكرة التي لم تؤت ثمارها حتى الآن نظرًا لضعف إمكانات الورش الخاصة بالهيئة واقتصر الأمر على توزيع عدد من الصناديق بأحياء العمرانية وبولاق الدكرور.

وفى سياق متصل ارتفعت حدة الشكاوى من قبل المواطنين من إغراق الشوارع الرئيسية بالمحافظة بأطنان القمامة الأمر الذي يؤثر بالسلب على سكان المحافظة.

مسئولية المواطنين
وطبقا لتصريحات المسئولين فإن سلوكيات المواطنين يقع عليها دور كبير في الارتقاء بمنظومة النظافة، وأكد اللواء علاء الهراس، نائب محافظ الجيزة لشئون الأحياء، أن المحافظة تسعى للارتقاء بمنظومة النظافة بالأحياء والمدن التابعة للمحافظة، وأشار إلى أن الورش التابعة للهيئة العامة للنظافة والتجميل بالمحافظة، تعمل على إنتاج معدات تسهم في الارتقاء بتلك المنظومة.

وأكد " الهراس" أن سلوكيات المواطنين بالمحافظة لا تساعد الأجهزة التنفيذية على القيام بدورها، قائلا "أي بلد في العالم بتشيل القمامة باللوادر ؟ وأي بلد في العالم بتشيل الزبالة أربع مرات في اليوم الواحد إلا عندنا بس؟".

وأشار "الهراس" إلى أن الإدارة المحلية هي عبارة عن سلوكيات، واستطرد قائلا: "لو السلوكيات دى كويسة هتلاقى شغل كويس والعكس"، لافتا إلى أن المحافظة لا تملك عدد العمال الذي يستوجب إزالة القمامة أكثر من مرة في اليوم الواحد.

عيد قومى بلا مشروعات
وقبل حلول العيد القومي للمحافظة والذي يحل في الواحد والثلاثين من شهر مارس من كل عام، أكد مسئولو المحافظة أن العيد القومى للمحافظة هذا العام سيشهد افتتاح عدد من المشروعات التي تحمل مفاجآت سارة للمواطنين، ولكن مر العيد القومى للمحافظة دون أي جديد يذكر واقتصر الأمر على وضع حجر أساس لمدرسة تعليم ثانوي بقرية نزلة الشوبك والتي يقام بها احتفال المحافظة بكل عام تخليدًا لتضحية أهلها ضد الاحتلال الإنجليزي عام 1919م.

وكانت قطعة الأرض التي تم إقامة المدرسة عليها من تبرع الأهالي وظلوا يكافحون لأكثر من عامين للحصول على موافقة لإنشائها، وتبع ذلك إقامة معرض لبعض المنتجات البسيطة بمدينة 6 أكتوبر ومعرض للأدوات المنزلية بالشيخ زايد، واقتصر الأمر على جولة للواء كمال الدالى المحافظ في مركز ومدينة العياط، وتفقد حينها محطة مياه الشرب والصرف الصحي ومشروع الإسكان الاجتماعى بجرزا.

مشكلة المياه
وانتظر المواطنون افتتاح عدد من المشاريع المتعلقة بمحطات المياه كما وعد المسئولون، لحل واحدة من أكبر المشكلات التي أصبحت شيئا رئيسيا في المحافظة وأصبح خبر انقطاع المياه لمدة تجاوز الأيام عن بعض المناطق ليس مستغربا، وغالبية التصريحات التي تخرج من المسئولين في هذه الحالة ترتكز على تهالك شبكة المياه والصرف الصحى بالجيزة وحاجتها إلى ثورة تغيير وتجديد وأنه يجري حاليًا تجهيز عدد من محطات المياه والتي طبقا لما أكد المسئولون ستنهي تلك الأزمة ولكن لم يتم افتتاح أي من تلك المشاريع حتى الآن.
الجريدة الرسمية