بالصور.. الصومال تفقد قدرتها على الكلام وتستنجد بالنظرات
فقدت قدرتها على الكلام نهائيًا، وأصبحت تعبر عن مدى الضعف واليأس الذي وصلت إليه بالنظرات ولا يهمها ماذا ستفهم أو تنوي؛ فظلت قرنًا كاملا تعاني من قسوة الطقس عليها، وهزال شديد نتيجة المجاعة، وتكالب القوى المحلية والإقليمية والدولية على جسدها المنهك بالفعل.. إنها الصومال.
طقس جاف
شاء القدر أن يكون الطقس في الصومال جافًا على أرضها، ويُعرِّض الجميع خاصةً الفقراء لمجاعة تحتاج - بحسب تقدير منظمة "انقذوا الأطفال"، إلى 864 مليون دولار، لتقديم مساعدات تنقذ المواطنين، خاصةً الأطفال الذين يموتون جوعًا وهم رضع، ويكبرون بعظام يكسوها جلد منكمش، ويشاهدون الحيوانات تملأ جثثها الشوارع.
مساعدات إنسانية
ويدعو يوميًا 2.6 مليون مواطن صومالي، أي ما يزيد عن نصف المواطنين، أن تصلهم المساعدات الإنسانية كي تمتد أعمارهم ولو أيامًا، فهم أيضًا يحبون ويتشبثون بالحياة مثلنا ويأملون في رؤية شيئًا جديدًا يفاجئهم يومًا ما. ووصل الأمر في دولة القرن الأفريقي، فبراير الماضي، أن احتاج 3 ملايين مواطن فورًا لمواد غذائية.
معاناة وحسرة
وظهرت "فاتماتا حسن" فجأة، مارس الماضي،- عندما نشرت وسائل الإعلام العالمية قصتها- لتجبرنا على الانتباه لواقع مأساة الصومال بعيدًا عن الأرقام الجافة التي لا تؤثر على ضمائرنا إلا للحظات قليلة تنتهي بمجرد إتمامنا قراءة أي خبر عنها.
ورغم تعبها وعدم قدرتها على الكلام، كشفت "فاتماتا" عن معاناتها وأطفالها الثلاثة أمام خيمتها بمخيم بيدوا للنازحين، قائلةً: "منذ أيام اضطررت أنا واثنين من أطفالي السير لمسافة 100 ميل بحثًا عن الطعام والمياه، ولم نأكل هذا الصباح أي شيء ولم نأكل أي وجبة مناسبة منذ 10 أيام."
قوى الشر
ولأن الإرهاب جبان، تنمو عضلاته في المناطق الفقيرة والمهجورة، تسلب حركة الشباب الإرهابية من الصوماليين واحدةً من أهم مقومات الحياة وهى الأمان ليقتل أرواحهم ببطء ويقتل أي أمل في تحقيق أي استقرار اقتصادي يمنع قتل المزيد من المواطنين مثلما حدث لأكثر من 250 ألف شخص لقوا حتفهم عام 2011 بسبب المجاعة.
اتفاق لندن
وتنفست الصومال الصعداء، أول أمس، عندما وقّع رئيسها محمد عبد الله محمد مع المجتمع الدولي في ختام مؤتمر الصومال الذي استضافته لندن، اتفاقًا أمنيًا يهدف إلى تحقيق الاستقرار في بلاده من خلال تعزيز أمنها وإنعاش اقتصادها ومحاربة الجوع.
ووصف الموقعون على الاتفاق أنه خريطة طريق نحو بناء جيش وطني مترابط لديه القدرة على الاضطلاع بالمعركة ضد متشددي حركة الشباب.