رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ يعترف: 100 جنيه عندي أفضل من جائزة الدولة

 نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

في مجلة نصف الدنيا عام 2005 كتب نجيب محفوظ مقالا يقول فيه:

قابلت سلامة موسى للمرة الأولى في الثلاثينات، وكنت وقتها طالبا بالمرحلة الثانوية، وجاءت العلاقة معه حين ترجمت إلى العربية كتابا بعنوان (مصر القديمة) لجيمس بيكي، وذلك عام 1932 ميلادية.. أرسلت الترجمة والأصل إلى سلامة موسى الذي كان يصدر وقتها مجلة "المجلة الجديدة" ولم أكن لاتوقع أن تنشر ترجمتي مطبوعة في كتاب في ثمان وستين صفحة.


أصبحت علاقتى به علاقة تلميذ بأستاذ عظيم، وبعد ذلك نشرت في مجلته مقالاتي الفلسفية الأولى، وكان يقرأ كل ما أكتب ويشجعني وقد تنبأ لي بمستقبل أدبي ماهر.

وجاء أن نشر لي رواية "عبث الأقدار" عام 1939 بعدما قرأها وأعجب بها إعجابا شديدًا، وكان اسم الرواية عندما كتبتها "حكمة خوفو" فكان سلامة موسى أول وأهم شخص نشر لي وأنا طالب ثانوي وجامعي.

في ذلك الوقت كنت أعمل في إدارة جامعة فؤاد الأول وهي الفترة الوحيدة التي اشتغلت فيها بعمل بسيط نوعًا فكان وقتها محدود من الصباح وحتى الظهر.

لذلك كان محصول هذه الفترة من 1935 إلى 1939 غزيرا بالقياس إلى السنوات التالية، فقد ترجمت فيها كتاب (مصر القديمة) وكتبت العشرات من المقالات في الفلسفة والاجتماع والنقد وما لايقل عن مائة أقصوصة بالإضافة إلى روايات "عبث الأقدار" و"رادوبيس" و"كفاح طيبة "و"القاهرة الجديدة".

ومن عام 1939 إلى عام 1959 أي عشرين عامًا لم أكتب سوى روايات "خان الخليلي" و"زقاق المدق" و"بداية ونهاية" و"السراب" و"الثلاثية". وذلك لأنني انتقلت إلى وزارة الأوقاف ثم إلى مصلحة الفنون وكنت أعمل في كل منهما صباحا ومساء.

وأصبح أغلى أماني الحياة أن تتاح لي فرصة الاستقرار والتفرغ للعمل الأدبي ولكني لا أريد مع ذلك أن يأتي شهر اضطر فيه إلى اقتراض النقود لذلك فأنا كنت موظفا وكاتبا سينمائيا ثم بعد ذلك أديبا.

ولو ضمنت لى الدولة مائة جنيه في الشهر لكان هذا أفضل تقدير من جائزة الدولة ولقدمت لها كل إنتاجي الأدبي لنشره وإعداده للمسرح والسينما دون مقابل.. وأعتقد أنها لن تكون الخاسرة.
الجريدة الرسمية