التصدق من المال الحرام «جائز».. أشرف الفيل يكشف: «الحنابلة أباحوه».. علماء دين: «يجوز إخراجها للغلابة ولا تجلب حسنات».. والجندي: تطهر الأموال وممنوع إنفاقها في المساجد
«إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب»، بتلك القاعدة التي لها شواهدها في القرآن الكريم، أفتى مجموع الشيوخ، بأن التصدق أو صرف المال في أي وجه من وجوه الخير، يشترط أن يكون المال حلالا في الأصل.
تلك الفتوى التي عاشت طويلًا، تعرضت للشك خلال الأيام الماضية، بعد أن أفتى الداعية الإسلامي «أشرف الفيل» بجواز إخراج الصدقات من المال الحرام، سواء مجلوب من الرقص والمخدرات، أو غيره من المحرمات، مضيفا أن الحنابلة أجازوا التصدق من تلك الأموال.
وهنا اختلف علماء الدين حول هذا الرأي، وتستعرض «فيتو» لكم في السطور التالية هذا الخلاف:
الله لا يقبلها
«الله طيب لا يقبل إلا الطيب» بهذه الكلمات عبر الدكتور محمد عبد العاطي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية، بكلية التربية جامعة الأزهر، عن رأيه قائلا: «إن المغزى من الصدقة، هو كسب الفرد للحسنات، فالصدقة تطفئ الخطيئة، كما تطفئ الماء النار، وبالتالي لا يمكن أن يكسبها من المال الحرام؛ لأنه غير مقبول عند الله».
وأشار في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إنه يجوز إخراج هذه الأموال للفقراء والمحتاجين، ولكن للتخلص منها، وليس بهدف كسب الحسنات.
طريقان للصدقة
كما أوضح الدكتور عبد الحليم منصور، إن التصدق من الأموال الحرام، لها اتجاهين عند أهل العلم، الأول: إن الصدقة لا يمكن أن تأتي من طريق غير مشروع، وبالتالي، لا يمكن إخراجها من الأموال الحرام.
وتابع، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: إن الاتجاه الأقرب والأكثر قبولا، يتمثل في إعطائها للفقراء والمحتاجين خاصة في مثل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، وبالتالي يمكن إخراج جزء منها للفقراء والمحتاجين، ولكن بدون انتظار ثواب.
تطهير المال الحرام
بينما أكد الداعية الإسلامي، الشيخ خالد الجندي، في برنامجه «نسمات الروح» المذاع على قناة «الحياة»، إن التصدق من المال الحرام، يساهم في تطهير المال الحرام، تطبيقا لقول الله تعالى: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتذكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم»، مشيرا إلى أن الصدقة تكون للفقراء والمستشفيات والمحتاجين، ولكن لا يجوز إخراجها للمساجد وبيوت الله.