رئيس التحرير
عصام كامل

«حكاية السلطان والقضاة».. قصيدة جديدة للشاعر عمرو جمعة

الشاعر عمرو جمعة
الشاعر عمرو جمعة

"حكاية السلطان والقضاة"

وَلمَّا كَانَت الْجَلْسَةُ الثَّالِثَةُ بَعْدَ الْمِئَهْ
وَعَقِبَ انْتِهَاءِ أَرْزَاقِهِ الْجَارِيَةِ

اتَّخَذَ شَهْرَيَارُ الْعَاشِقُ
مَجْلِسَ الْحِكَايَةِ الْمَاضِيَةِ
بِجِوَارِ الْحَبِيبَةِ الْمَحْرُوسَةِ
الْمُنِيرَةِ الْمَمَسْوُسَةِ
وَاسْتَكْمَلَ عَنْ حُكَمَاءِ كَانْكَانْ
وَإِهْمَالِهِم الأَوْطَانْ
وَذَبْحِهِمْ سَبْعَ بَقَرَاتٍ
وَ ثِيرَانْ..
أَنْ سَابَقُوا الإِنْسَ وَالْجَانْ
وَبَعْدَ أَنْ لاحَظُوا انْزِوَاءَ الْقُضَاةِ
فِي أُمُورِ الرُّعَاةِ
تَرَكُوا هُمُومَ الْعِبَادِ وَالْغَلاءْ
وَفَكَّرُوا أَنْ يَشْغِلُوا الْقَضَاءْ
عَنْ أَقْضِيَةِ الْخَلْقِ وَالْبَلاءْ
وَعَلِمُوا أَنَّ قُضَاةَ الْفَلاةِ
يَنْتَوُونَ تَوْلِيَةَ كَبِيرِهِمْ قَاضِيًا لِلْقُضَاةِ
فَانْتَبَهُوا وَحَاضَرُوا
وَاجْتَمَعُوا وَشَاوَرُوا
وَأَرْسَلُوا لِلسُّلْطَانِ
مَا انْتَهوا مِنْ بَيَانِ
أَنَّ الْحِكْمَةَ فِي الاخْتِيَارِ
وَأَنَّ تُشْرِكَهُمْ فِي الْخِيَارِ
فَتَدَاوَلَ قُضَاةُ الأَمْصَارِ
وَاتَّحَدُوا فِي الإِخْبَارِ
أَنَّ الْيَدَ وَاحِدَةٌ
وَالسَّقْطَةَ شَارِدَةٌ
فَاعْتَذَرُوا عَنْ تَوْلِيَتِهِمْ
وَوَقَّرُوا كَبِيرَهُمْ
وَاخْتَارَ السُّلْطَانُ مِنْ بَيْنِهِم
فَاعْتَذَرَ الْمُخْتَارُ عَن الْقَضَاءِ
فَاخْتَارَ السُّلْطَانُ مَنْ يَكْبُرُهُ
فَاعْتَذَرَ الْمُخْتَارُ عَن الْقَضَاءِ
فَاخْتَارَ مَنْ يَصْغُرُهُ
فَاعْتَذَرَ عَن الْقَضَاءِ
فَاخْتَارَ مَنْ يَكْبُرُهُ
فَاعْتَذَرَ عَن الْقَضَاءِ
فَاحْتَارَ وَاخْتَارَ السُّلْطَانُ
وَاتَّحَدَ الخِلانُ..
حَتَّى مَا بَقى مِنَ الْقُضَاةِ غَيْرُ كَبِيرِهِمْ
فَاخْتَارَهُ السُّلْطَانُ
وَارْتَاحَ النَّاسُ وَالأَزْمَانُ
وَانْتَفَضَتْ تَفْرَحُ كَانْكَانُ
.......
وَهُنَا أَدْرَكَ شَهْرَيَارَ الرَّقِيبْ
فَامْتَنَعَ عَن الْفَشْرِ الْعَجِيبْ
وَانْطَلَقَ يَسْعَى فِي الْبَرَاحِ
حَتَّى إِذَا دَاهَمَهُ الظَّلامْ
هَجَعَ إِلَى حُلْمٍ وَنَامْ..
* * * * * * * * * * * * *

2- حكاية أولو النُّهى
هَذَا الَّذِي في الحَانُوتِ قِنَاعْ
قَلْبُكَ هُنَاكَ في الأَسْوَاقِ
يُبَاعْ...
اسْتَخْسَرُوا فِيهِ حِضْنَ الْكَفَنِ
قَلَبُوا بَيَاضَهُ لِلإِزَارِ
وَرَكِبُوا عَبَّارَةَ أُحُدْ
خَانُوا وَصَايَا النَّبيِّ الرَّسُولِ
وَتَبَعْثَرُوا
يجْمَعُونَ الْغَنَائِمَ
وَفي الصَّبْحِ
طَافُوا بِالْكَعْبَةِ الْوَدَاعْ
صَلُّوا وَصَامُوا
وَتَسَحَّرُوا في مِنى
سَرَقُوا سِنِينَكَ مِنْ هُنَا
وَاسْتَفْتَحُوهَا بِالمَوْتِ هُنَاكَ
قَالُوا أَنهُم أُولُوا النَّهَى وَالرَّبْطِ
وَأَنهُم رُوحُ الرِّضَا
محَيِّينَ الدِّينِ
عَبِيدًا لِلْمُعْطِي
وَتَزَيَّنُوا بِثَوْبِ الْكَمَالِ !
.......
هُنَا الزَّمَانُ المحْتَرَمُ
هُنَا الأُصُولُ / المُنْتَهَى
قَرَّبْ
وَجَرِّبْ
يَا فَتَى
قَرَّبْ وَذُقْ طَعْمَ الخِدَاعْ
.......
وَحْدَهُ يَشْعُرُ بِالأَلَمْ..
وَحْدَهُ يحْتَرِقُ الْعَلَمْ..
حُلْمُكَ هُنَاكَ في الأَسْوَاقِ
يُـ ـبَـ ـاعْ...
* * * * * * * * * * * * *

3- حكاية السندباد الحمَّال
كَانَ سِنْدِبَادُنَا الحَمَّالُ يُدْرِكُ كِذْبَةَ الْبَحْرِيِّ
لَكِنَّهُ اسْتَظَلَّ بِالسُّمَارِ كَيْ يَطِيبْ
وَاسْتَمَعَ إِلى خُطْبَةِ الخَطِيبْ
يَتْلُو الْفَشْرَ الْعَجِيبْ
فَأَغْلَقَ الأَقْفَالَ
وَبَسَطَ المَقَالَ
وَأَنْشَدَ المَوَّالَ
وَارْتَدَّ إِلى حَيِّزٍ مِنْ سِكُونٍ
حَتَّى إِذَا دَاهَمَهُ الصَّبَاحُ
سَكَتَ عَن الصَّمْتِ المُذِلِّ
وَابْتَعَدَ عَن الجَمْعِ المُضِلِّ
فَلاقَاهُ الشَّيْخُ الْعَجُوزُ
وَحَدَّثَهُ أَنَّ الأَرْزَاقَ أَصْنَاءٌ
رِزْقٌ مِنْ هِبَاتِ الرَّحْمَنْ
وَرِزْقٌ مِنْ سَعْيِ إِنْسَانْ
وَرِزْقٌ بَلَّلَهَ الهَوَانْ
وَعَيْشٌ مِنْ عَطَايَا السُّلْطَانْ
وَعَيْشُ مَنْ سَرَقَ أَوْ خَانْ
وَأَنَّ الْوِلْدَان أَصْنَافٌ
صِنْفٌ يُتَاجِرُونَ مَعَ اللهِ
وَصِنْفٌ يحَرِّمُونَ مَا حَلَّلَ اللهُ
وَصِنْفٌ يحَلِّلُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ
وَصِنْفٌ يَغُضُّونَ أَفْكَارَهُمْ
وَصِنْفٌ يُهَادُونَ أَقْوَاتهُمْ
وَأَرْكَنْهُمَا الْقَيْظُ إِلى شَجَرَةٍ
يُنْصِتُ بَيْنَ عِبْرَةٍ وَعَبْرَةٍ
فَظِلالُ الحُلْمِ اسْتِلْهَامُهُ
وَرَبِيعُ الْعَيْشِ جَلالُهُ
.......
وَأَدْرَكَ شَهْرَيَارَ الرَّقِيبْ
فَامْتَنَعَ عَن الْحَكي الْمُرِيبْ
وَانْطَلَقَ يَسْعَى فِي الْبَرَاحِ
حَتَّى إِذَا دَاهَمَهُ الظَّلامْ
هَجَعَ إِلَى حُلْمٍ وَنَامْ..
الجريدة الرسمية