«حكاوي المثقفين».. قصة أغنية طه حسين لمنيرة المهدية
يحكي كتاب "مشاهير وظرفاء القرن العشرين: حكايات نوادر وطرائف" لمؤلفه هاني الخير، عن طرائف في حياة طه حسين، ويقول الكتاب إنه يلاحظ في شخصية الدكتور طه حسين أنها شخصية صدامية من الطراز الأول، وهي تثير الجدل، فقد اصطدم في بداية حياته العلمية ومنذ فجر شبابه بشيوخ وأساتذة الأزهر، وانتهى به الأمر إلى أن يخرج من الأزهر مطرودًا ولعنات أساتذته تسبقه.
من المفارقات الغريبة أن يكتشف الموسيقيون أن الشيخ طه حسين قد ألف عدة أغان، وأن غوصه في بحار الفقه والتفسير والحديث والنحو والصرف في الأزهر الشريف لم يمنعه أن يمد عالم الطرب والأغاني، كما مد عالم الأدب بالشعر.
فبينما كانت لجنة الموسيقى في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية تبحث في موضوع إحياء ذكرى "كامل الخلعي" و"سيد درويش" و"داود حسني" ونشر تراثهم، وإذا بأحمد بسيوني- زوج كريمة كامل الخلعي- يقدم مجموعة الأغاني التي يحتفظ بها عمه، وهي عبارة عن 40 رواية بين أوبرا وأوبريت قدمتها فرقة منيرة المهدية وزكي عكاشة، و500 قطعة غنائية ونشيد لحنها الفقيد، وكانت مفاجأة مذهلة أن رأوا وهم يفحصون الأغاني اسم طه حسين على إحدى الأغنيات المكتوبة بخط الموسيقار الخلعي، وقد كتب عليها من تأليف الشيخ طه حسين، وهذه هي:
أنا لولاك كنت ملاك.. غير مسموح أهوى سواك
سامحني
في العشاق أنا مشتاق.. أبكي وأنوح بالأشواق
صدقني
عهدك فين نور العين.. بالمفتوح تهوى اتنين
جاوبني
واحد بس يهوى القلب.. قلبي يلوح له بالحب
طاوعني
أنا أهواك ومين قساك.. أنا مجروح وغايتي رضاك
واصلني
ما أحلاك وقت رضاك.. لما تلوح ما أبهاك.
وقد أجمع أعضاء اللجنة وبينهم مأمون الشناوي مؤلف الأغاني المعروف وكلهم من كبار الموسيقيين على أنها من أرق الأغاني التي ظهرت في الخمسين سنة الأخيرة، وقد سجلتها شركة "الفونوجراف" بعد أن لحنها كامل الخلعي.