«حكاوي المثقفين».. شكسبير يصد قنابل هتلر عن بريطانيا
لا تسع مخيلة الإنسان لأن تتصور يومًا أن كاتبًا وأديبًا، يمكنه صد القنابل عن مدينة كاملة، إلا أن الأمر حدث بالفعل، بحسب ما ذكره الكاتب ممدوح السكاف في كتابه "طرائف من فكاهات الشعراء في آداب الغرب".
ويحكي الكتاب أنه في عام 1940 بلغ النشاط الجوي لسلاح الطيران الألماني في أقصى مداه فوق الجزر البريطانية، وحدث أن كانت سيدة عجوز تتسلّى بشغل الإبرة في حدائق (نيوبليس) بمدينة (ستراتفورد) المدفون فيها جثمان الشاعر والمسرحي الكبير (شكسبير) في أثناء مرور أسراب الطائرات الألمانية المغيرة فوقها، فقالت لها فتاة كانت تمرُّ بالقرب منها: ألا تخشين يا سيدتي من إلقاء القنابل على (ستراتفورد).. هلمّي إلى الملجأ.
فأجابت العجوز بمنتهى الهدوء والرصانة واليقين: كلا.. لأن هتلر لن يقدم على ضرب هذه البلدة بالقنابل، فهو شديد التطيُّر ويخاف أن تحل عليه اللعنة.
فسألتها الفتاة مستغربة: أية لعنة تقصدينها؟
فأجابت العجوز: ألا تذكرين بيت الشعر المحفور على قبر شكسبير: "لتحلَّ البركة على من لا يمسّ هذه الأحجار بسوء، ولتقع اللعنة على من يحرّك عظامي"، فلو ألقيت قنابل على (ستراتفورد) فربما تحرّكت عظام الشاعر في قبرها ووقعت اللعنة على هتلر.
ويبدو أن هتلر كان على بينة من معنى الشعر المحفور على قبر شكسبير، فكانت (ستراتفورد) من المدن القلائل التي نجت من غارات سلاحه الجوي.