رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «بوعزيزي» جديد بتونس والدولة في خطر

فيتو

عادت تونس إلى مربع الخطر من جديد، ولجأ الرئيس الباجى قائد السبسي، إلى الجيش لحماية المنشأت الحيوية بالدولة، وحذر في خطاب ألقاه أمام قرابة مئتين من مسئولي الدولة من أن مسيرة الديمقراطية مهددة بشكل جدي، وأبلغ المجتمعين بقراره استخدام الجيش التونسي لحماية هذه الديمقراطية وكذلك بإعادة هيكلة وزارة الداخلية «لمزيد من مقاومة الإرهاب».


وجاء القرار على خلفية تأزم الأوضاع الاجتماعية والسياسية في البلاد، الأمر الذي دفع فواكه متجول لأضرم النار في جسده أمام مركز للشرطة، مما فجّر احتجاجات ومواجهة مع الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز لتفريق المحتجين في بلدة طبربة الواقعة على بعد 35 كم من العاصمة تونس.

وفي طبربة خرج مئات الشبان الغاضبين الأربعاء إلى الشوارع حيث أشعلوا النار في إطارات السيارات ورشقوا أفراد الأمن بالحجارة، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريقهم.

وقال أنيس المبروكي وهو أحد سكان المدينة، لرويترز، إن الوضع محتقن للغاية في طبربة والشرطة اعتقلت كثيرا من الشبان الغاضبين والمحتجين على نقص التنمية، وعلى إضطرار هذا البائع إلى إحراق نفسه.

هذا وأكد جمال الجويني المعتمد الأول لولاية منوبة في تصريح لموقع قناة "نسمة" التونسية أن الشاب "أراد وضع عربته المتجولة في مكان غير مسموح به"، مشيرا إلى أن الشرطة البلدية طلبت منه إخلاء المكان فأقدم على حرق نفسه.

وأضاف المصدر نفسه أن حالة الاحتقان انطلقت اثر إشاعة بوفاة الشاب، مؤكدا أن حالته الصحية مستقرة وأنه غادر المستشفى ولم يصب إلا بحروق من الدرجة الثانية.

وأعادت هذه العملية إلى الأذهان إحراق الشاب محمد البوعزيزي نفسه قبل نحو ستة أعوام ونصف احتجاجا على مصادرة عربته من شرطية في سيدي بوزيد، مما فجر احتجاجات عارمة انتهت بالإطاحة بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن على.

وتأتي احتجاجات طبربة بالتزامن مع احتجاجات آخرين في جنوب البلاد مطالبين بتوفير فرص عمل ونصيب من الثروات الطبيعية للبلاد.

في ذات السياق، قدم شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس استقالته بشكل مفاجئ قبل سبعة أشهر من موعد أول انتخابات بلدية تشهدها البلاد بعد الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن على، ما أثار جدلا في البلاد وطرح تساؤلات حول خلفية هذا القرار ومخاوف من إمكانية تعرضه لضغوطات من قبل السلطة.

وألمح صرصار في خطاب أعلن فيه استقالته، إلى استحالة إجراء الاستحقاق الانتخابي المنتظر بـ"استقلالية" و"حياد".
وتعليق على الأمر قال الكاتب الصحفى معز الباي في تصرح خاص لـ"فيتو"، أن النظام اختار مرحلة القوة المفرطة في التعامل مع الاحتجاجات الاجتماعية، والرئيس اختار اللجوء إلى الجيش الذي لا يملك وسائل قمع مهذبة.

الجريدة الرسمية