أنا كمسلم استفدت إيه؟!
آه.. وقبل أن أنسى، والمسيحى اضر في إيه؟ واحد بيتقال عليه شيخ طلع قال المسيحيين كُفار، وأحيانًا بيطلع علينا قساوسة متطرفين من قنوات عجيبة كده بيقولوا المُسلمين كُفار، يا عم الحاج منك له، صل ع النبى أو قدِّس سيدَك، الموضوع أبسط من البساطة، إنت مُسلم لربنا ولنفسك واللا للناس؟ وسيادتك مسيحى عن اقتناع ورضا، واللا علشان الناس تقول عليك مؤمن وجميل؟!
لكن الأنكى من كده، هو بيتكلم ليه؟ يا عم كلمنا في حاجة تفيد، أو على رأى الأغنية قول لى عن أشياء تفيدنا، وبعدها ابقى لوم عليَّا، يعنى اتكلِّم معايا في سلوك دينى يخُص الدين الذي يجمعنا سوا، أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، يا أخى حاول تتمم مكارم الأخلاق، مش تبقى سحنتك مُقرفة، وكلامك مُقزز، وأسلوبك زى الزفت، وإنت عامل نفسَك أبو الإسلام وأخوه وابن عمه، بينما لو إحنا منعرفش الدين كويس، هننفر منه بسبب طلِّتك الهباب!
باختصار المُسلم يكلم المسلم في دينه، وملوش دعوة بالمسيحيين، والمسيحى نفس الأمر، إنما هنقعد نضرب في بعض، وإحنا أصحاب الجنة، والتانيين وحشين، يا عم حتى لو وحشين، إنت مالك؟ هل وحاشتهم هي اللى هتخليك إنت مُحترم؟ اللى هو نفسك تطلع الأول على الفصل، تقوم تعمل كُل مجهودك علشان الباقيين يسقطوا علشان الـ50% بتوعَك يخلوك نمرة واحد، بدل ما تذاكر وتجيب 90%؟ يا عم روح صل وادعى ربنا أو ادعي لله بالذوق، مش تبقى فظ غليظ القلب كده وتخليهم ينفضوا من حولَك!
الحقيقة أننا في مجتمع وعصر التجارة بكُل شيء، وأربح تجارة هي تجارة الدين، الواحد من دول يضرب لك الجلابية والعمامة، ويطلع بكُل صفاقة يهدد الناس بالضرب بالأحذية، زى الشيخ اسمه إيه اللى سموه خطيب الثورة علشان مسك الحديدة يومين وهاج مع الهوجة، وقدَّم عبر الحديدة ما يطلبه المستمعون، نشتم النظام نشتم النظام، نقول عاش الهلال مع الصليب نقول، نلعن الصليب نلعن، نلعن الهلال راخر، مفيش مانع، المُهم نعيش، وتفضل الحديدة في بؤنا، ثم تحوَّل لنجم مُجتمع وإعلام بعد أن بهرته أضواء المدينة، وبقى واحد مشهور بعض الناس من المُغفلين بيحبوا يتصوَّروا معاه سيلفى علشان ينزلوا الصورة على إنستجرام والفيس ويلموا لايكات أو لعنات لا فارق!
والتانى لقى أضواء الكاميرات والاستوديوهات بعدت عنه شوية، راح طالع بالأمس هابدنا تصريح بهدلة في المسيحيين، طيب إحنا استفدنا إيه؟ أنا كمُسلم استفدت إيه لما يتقال على المسيحيين كفار بمثل هذه الصفاقة يعنى؟ أبدًا، هو حَد فهِّم الناس دى إن "الشُقق" في الجنة محدودة، وبالتالى لازم نحاول نحجز لنفسنا و"نرفُس" التانيين علشان ميزاحموناش، والآخر نبات في شارع الجنة، وهُما ياخدوا الشقق مثلًا؟ أعوذ بالله من فكر ده ناس!
ونرجع للسؤال: أنا كمُسلم استفدت إيه لما يتقال على المسيحيين، أو حتى على مسلمين آخرين كُفار؟ ولا حاجة، لكن هو استفاد، كُل الفضائيات تطارده، سعره يعلى، عاوزينه في لقاءات وأحاديث وتصاوير سيلفى برضو علشان يلم لايكات من المُتخلفين، ولعنات من أمثالى، والبلية تجرى، والزهر يلعب، وتتحسن الأحوال أكتر، والشقة تبقى شقتين في دجلة بالمز مش في الجنة، والرصيد يزيد في البنك، دى تجارة مش بتخسَّر أبدًا، ألا ما فيش حَد يفكَّرنا بتجديد الخطاب الدينى؟!
التجارة بالدين حاليًا بتكسِّب أكتر من تجارة المُخدرات؛ لأننا نعيش في عصر مُتخلف رغم تفوق التكنولوجيا معانا، والعلم حوالينا برَّة وبعيد، التجارة في عصر الشير، وقيل وقال بدون التحقُق من أي شيء، والضيف من دول يثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى، أو في أي حلقة لأى برنامج، فينتشر كالنار في هشيم في كُل البرامج على كل القنوات، وافتح الاتصالات، واتخانق، وهات ضيوف تتخانق، وشعللها شعللها، ولَّعها ولَّعها علشان تجيب إعلانات، ومن الإعلانات تدفع "وهبة" الضيف/ الشيخ/ المُمثل/ الأراجوز اللى مستحيل ييجى ببلاش، وهو عارف إنه نجم الليلة، وهو اللى هيحييها ويلم النُقطة لنفسه وللبرنامج.. وشووووبش!