رئيس التحرير
عصام كامل

الكفيف المتهم باغتيال النائب العام.. رهين المحبسين «تقرير»

فيتو

صوت يأتي من بعيد لينادي "محكمة".. فإذا الجميع يقف في حالة هدوء وصمت لينتظر دخول القضاة، لتسود حالة من الترقب تشعر بها فور دخولك قاعة جلسة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة في طرة.



اسمي جمال خيري محمود إسماعيل، ووفقا لتحريات النيابة اسمى الحركى "ماجد"، المتهم رقم ١٧ في قضية اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام السابق، ومهنتي: طالب بجامعة الأزهر.




حرمت من نعمة البصر ولكن الله عوضنى بنعم أخرى كثيرة أهمها الإحساس، ففور دخولى قاعة المحكمة شعرت بالحيرة، الاندهاش، وعدم التصديق من جميع المتواجدين بالقاعة، فالجميع ينتظر أن يصدر القضاة أحكامهم على الإرهابيين المتهمين باغتيال النائب العام، الذي استشهد في حادث أليم أبكى الجميع.





كنت قبل الجلوس في تلك القاعة التي أحضرت إليها مجبرا، كنت أعيش بروح طفل تملأه البراءة والحب والرضا، لم تكن إعاقتي تمثل عائقًا أمام طموحاتي وشغفي بالدراسة والعلم، أو ممارسة حياتي الطبيعية، كنت أعلم أنني بعد استكمال دراستي الجامعية سوف أخرج من تلك الظلمة إلى النور ولكن أعتقد أنني سأظل بين ظلمة أربع حيطان.

عفوًا.. فقد أشغلتكم بجزء صغير من حياتي، فلنرجع إلى تلك قاعة المحكمة لنتعرف عن الإرهابيين المتهمين باغتيال النائب العام، ولكن قبل أن تتعرفوا عليهم جميع أحب أن أخبركم أنني واحد من هؤلاء الإرهابيين!




أنا الإرهابي الكفيف، أحد أفراد المجموعة الإرهابية التي اغتالت النائب العام السابق المستشار هشام بركات، واستهداف موكبه في يونيو 2015، بعبوات ناسفة! خلال انتقاله من منزله إلى مكان عمله، لذلك أمرت المحكمة الجنود بمحاصرتي خوفًا من الهرب!




ووجهت إلىّ النيابة اتهاما بالانتماء لجماعة الإخوان الإرهابية وتفجير موكب النائب العام، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وتدريب آخرين على ضرب النار، ليأمر القاضي بإخراجي من قفص الاتهام، متكئًا على أفراد الأمن، للتأكد من أنني كفيف.




يقولون إن الكفيف يتمتع بصبر لا حدود له، وعزيمة تقهر الظلمة، لا يجد اليأس مكانًا له، لذلك سأنتظر تحقيق العدالة الإلهية.


الجريدة الرسمية