رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل رسالة «خفاجي» لـ«السيسي» قبل عمومية مجلس الدولة

 المستشار الدكتور
المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى

أرسل المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى، نائب رئيس مجلس الدولة، رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي قبل اللحظات الأخيرة على انعقاد الجمعية العمومية لقضاة مجلس الدولة، لاختيار ثلاثة مرشحين لتولى منصب رئيس المجلس.


وقال "خفاجى" في رسالته لرئيس الجمهورية: "إنها فرصة نخاطب فيها مقام الرئاسة الرفيع الذي نعتز بقيادته الوطنية مدركين قبل أي شيء أن هدفه الوحيد المصلحة القومية العليا للبلاد ودفعها إلى الأمام بما تستحقه من اهتمام ودور تاريخى بآليات حديثة وفكر إشعاعى مستنير".

وأضاف: "يا سيادة الرئيس لعلك تدرك سيادتكم أن شهادة القاضى منزهة عن الهوى متجردة من الغرض خالصة لوجه الله تعالى ولوجه الوطن أقول بكل راحة الضمير والوجدان نحن شهود على سنوات قيادتك للبلاد التي تخوض فيها وتقودها في معركة الجهاد الأكبر بعد أن حققت نصرًا في الجهاد الأصغر".

وذكر:"نحن شهود على شجاعتك وجسارتك لإنقاذ أمتك من التشتت والانقسام والضياع، فلك في قلوب المصريين المخلصين كل التقدير، فقد انقذت مصر من الأطماع وطهرتها من الأتباع وحررتها من الإخضاع وجعلت العلم كله لك من الأسماع بعد أن كشفت لهم الأوضاع رغم ما بمصر من الأوجاع".

واستطرد: "نحن شهود على شجاعتك في مواجهة القضية الاقتصادية بجسارة ودفع ثورى بكل الحكمة لكى تصيغ الهياكل الاقتصادية ليشع بآثاره إلى كل الميادين ورغم مرارة الحلول التف الشعب حولك ثقة منه في إخلاصك لتحقيق الخلاص لهم من آثار تأجيل الحلول المؤقتة والمسكنات المهدئة وسعيك إلى بناء إستراتيجية متكاملة بتخطيط مستقبلى لهذا الوطن العزيز".

وتابع: "نحن شهود على مبادرتك التي أعادت لمصر دورها الطليع التاريخى على الساحة الدولية ولا تزال كلماتك من على منبر الأمم المتحدة ولقاءاتك مع زعماء العالم تنبض بالمصداقية فبادلوك كل الاحترام الذي تستحقه كريس لدولة عظيمة".

وقال أيضا: "نحن شهود على عصرك فأنت أدركت مبكرًا الدور العصرى لأهمية الجيوش في صناعة منظومة الأمن وحراسة الوطن من عبث الإهابيين مع رجال الشرطة وتزامن هذا الواجب الوطنى في تحقيق نتائج جادة مخلصة في اجتثاث جذور الإرهاب لكى يتم تقديمهم إلى العدالة لتقول فيهم كلمة القصاص العادل، ونحن شهود على عصرك فأنت اضفت واجبًا جديدًا لقواتنا المسلحة مدركًا بكل أمانة المسئولية أن الجيش في هذا العصر ليس إلا انعكاسًا لأحوال الشعب مؤكدًا ضرورة تحقيق أسباب القوة اللازمة واستنهاض همتها وتنقية مسيرتها فهو تعزيز لقوات الجيش".

وواصل: "نحن شهود على عصرك فقد أدركت أن كلمة القاضى تعادل طلقة المدفع في حماية أمن الأمة وصياغة حقوق أبنائها وكان هناك خط التواصل قائمًا من خلال زيارتكم لمؤسسات القضاء في دار القضاء العالى ومجلس الدولة، نحن شهود على عصرك ونعلنها صيحة عالية مدوية أمام الله وأمام الضمير أنك لم تتدخل اطلاقًا في أعمال القضاء بل أنك لم تتدخل حينما تقوم مؤسسة القضاء بتصحيح وتطهير صفوفها وكان دورك هو فقط إصدار القرار التنفيذى لقرارات المجالس القضائية المنفذة طبقًا للقانون".

وتابع: "لذلك فإننا يا سيادة الرئيس نعلم أنه من مبادئ علم السياسة" ألا تقترب من سلطة صاحب القرار " لكننا نرى بكل الاحترام لمقامك الرفيع وحبنا لك، أن نوضح لسيادتكم أن تخطى الأقدم بالأحدث في مؤسسة القضاء أمر صعب للغاية في نفوس القضاة خاصة في قمة الهرم القضائى، فتخطى الأقدم يكون فحسب على سبيل العقاب لمن يخالف أسس وتقاليد وهيبة القضاء ويخرج على قواعده وعن طريق مجالسه المختصة بالتأديب، ولاريب أن صدور مثل ذلك التشريع يفتقر إلى أهم أركانه من التجرد والعمومية ويخرج من دائرة تنظيم تولى ولاية رأس القضاء إلى دائرة الانتقاص من تلك الولاية، ويقول المولى عز وجل " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا " وهو يعم جميع الأمانات الواجبة على الإنسان ومنها تسليم أمانة المسئولية إلى المؤهلين لها طبقًا للمعايير والقواعد الراسخة والتي أصبحت من ثوابت القضاء على مر الأجيال منذ إلغاء المحاكم المختلطة".

وأضاف في نهاية رسالته: "هذه الكلمات يا سيادة الرئيس ليست مجرد عواطف اللحظة وليست انفعالات الكبرياء ولكن لا يوجد أعظم من أننى أقول لسيادتكم وسيادتكم تدرك معنى ما أقول وتدرك بفراستك ويقظتك وفطنتك أنك تعرف معنى ما بين السطور وفوق السطور وتحت السطور فنقول ندعوا الله أن يلهمك الصواب باختيار الأقدم ولا نملك إلا أن نقول يا سيادة الرئيس أن مصر أمانة في أعناقكم وأنت خير من تحمل الأمانة.)".
الجريدة الرسمية