هل إساءة المسئولين لنا تبرر بيع الوطن؟!
لست بصدد التحقيق في تلك الواقعة التي استأثرت باهتمام مواقع التواصل الاجتماعي لدينا، الخاصة ببطل المصارعة المصري الذي قرر أن يتجنس بجنسية أخرى غير الجنسية المصرية، ويلعب ويحقق بطولات باسم بلد آخر غير مصر، كما يقول ردا على تخلي مسئولي اتحاد المصارعة المصري عنه ورفض علاجه وإجراء جراحة ضرورية له، وإن كان تحري والتحقيق من ذلك الكلام أمر ضروري في ضوء ما أعلنه وزير الشباب والرياضة، حيث أكد عدم التخلي عن اللاعب وإجراء جراحة سابقة له ومساعدته على السفر خارج مصر للتدريب.
ولكنني أتوقف وأريد أن نتوقف جميعا أمام ذلك المنطق المعلن.. منطق القبول ببيع الوطن ردا على إساءة مسئولين لنا حتى إذا صحت هذه الإساءة.. هذا أمر خطير للغاية.. ومنطق شاذ لا يمكن قبوله أو السكوت عليه، وينبهنا إلى أن قيمة الوطنية ليست أصيلة لدى البعض منا.
إنني لن أتحدث عن نفسي.. ولكن يمكنني أن أتلو لمدة أسبوع أسماء شخصيات تعرضوا لما هو أكبر من إساءة المسئولين، ومع ذلك لم يهتز تمسكهم بوطنهم ولم يبيعوه مقابل حفنة من الدولارات أو بعض الاهتمام.
