رئيس التحرير
عصام كامل

أسقف طنطا: من ينتقدون الشيخ أحمد الطيب يجهلون قدره الرفيع ومقامه السامي

فيتو

"كيف أصبحَ السَّلامُ العالمى الآن مع كل هذه الإنجازات هو الفردوس المفقُود، وكيفَ شَهد عصر حقوق الإنسان من الأعمال الهَمَجِيَّة ما لم يَشهَدَه عصرٌ مِن قَبلُ"؟ هذا السؤال طرحه شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، خلال كلمته أمام "مؤتمر الأزهر العالمى للسلام"، الذي التأم نهاية الأسبوع الماضى، بحضور بابا الفاتيكان البابا فرانسيس وقيادات دينية عالمية رفيعة المستوى، ولم ينتظر "الطيب" إجابة عن سؤاله، بل أردف قائلا: "الإجابة التي أعتقد أنَّ حضراتِكم توافقُونَنِى عليها هي تجاهلُ الحضارةِ الحديثة للأديان الإلهيَّة، وقيمِها الخُلقيَّة الرَّاسِخة التي لا تتبدَّل بتبدُّل المصالح والأغراض، ولا حَلَّ فيما يُؤكِّدُ عُقلاءُ المُفَـكِّرين في الغَربِ والشَّرقِ إلَّا في إعادةِ الوعى برسالاتِ السَّماء، وإخضاع الخِطاب الحَدَاثى المُنحَرِف لقِراءةٍ نقديَّةٍ عَميقة تنتشل العقل الإنسانى مما أصابه من فقر الفلسفة التجريبية وخوائها، وجموحِ العقلِ الفردى المُستبد وهيمنَتِهِ على حياة الأفراد"، فيما جاءت كلمة البابا معبرة عن المعانى ذاتها، عندما شدد على أنه «بدون دين.. سنكون كالسماء بلا شمس، ولابد من السعى للوصول إلى الله، والدين ليس مشكلة لكن الدين جزء من حل المشكلة، ولابد أن نتعلم كيف نبني حضارة الإنسان، والله يؤكد أنه لا مجال للعنف وهذا هو الهدف الرئيسي لمؤتمر السلام»، ما يؤكد أن أديان السماء تدعو إلى السلام والتسامح، وتنبذ العنف والتطرف، وأنها بريئة من الإرهاب.


"فيتو" حضرت فعاليات المؤتمر وأجرت هذه الحوار مع الأنبا بولا، أسقف طنطا؛ الذي أكد أن مؤتمر الأزهر العالمى للسلام أحدث رد فعل إيجابيا واسع النطاق، وإن العالم كله أصبح يردد أن الكنيسة الكاثوليكية مع الكنيسة القبطية مع الأزهر الشريف عقدوا مؤتمرًا للسلام في مصر واتفقوا على العمل المشترك وتوحيد الصفوف للقضاء على التطرف والإرهاب.

وأضاف الأنبا بولا في حوار لـ "فيتو"؛ أن إلصاق تهم التطرف والإرهاب بالأزهر ظلم وهروب من المسئولية، قائلًا: على من دعم وما زال يدعم الإرهاب أن ينتفض ويحاول أن يقدم للبشرية عملًا نافعًا ليكفر عن جرائمه؛ وغير ذلك من التفاصيل التي نسردها في الحوار التالي:


> ما أهمية انعقاد مؤتمر الأزهر العالمى للسلام في مثل هذا التوقيت؟
هذا المؤتمر له أهميته من عدة جوانب؛ أولها توقيته المهم والمؤثر جدًا، فبالرغم من أنه تم تحديد موعده منذ شهور مضت؛ فإن الله رتب أن ينعقد هذا المؤتمر عقب وقوع تفجيرى كنيستى مارجرجس بطنطا، والبطرسية بالإسكندرية، وكأنها رسالة إلى العالم أن البلد الذي وقع فيه التفجيرات الإرهابية يدعوكم للتسامح والسلام والمحبة، وثانيها: أن الأزهر هو الداعى لهذا المؤتمر، وهو مؤسسة مشهود لها بالوسطية والاعتدال والتسامح ولو كره الكارهون، وثالثها: حضور قيادات دينية رفيعة المستوى من جميع أنحاء العالم، ما أضفى زخما وصيتا عالميا للمؤتمر.

> هل سيثمر المؤتمر عن إقرار سلام شامل وعادل في شتى أنحاء العالم؟
ربنا رتب أمورا كثيرة جعلت من هذا المؤتمر حدثا فاعلا لوضع بذرة شجرة ستثمر خيرًا في المستقبل القريب، غير أن القضاء على الإرهاب يحتاج إلى عمل وخطة طويلة المدى ونتائج هذا المؤتمر جزء مهم من هذه الخطة وتعمل على صنع حائط صد لمنع إرهاب قادم وليس قائمًا.

> البعض يزعم أن المؤتمرات العديدة التي عقدها الأزهر في الفترة الأخيرة غير مجدية في مكافحة التطرف والقضاء على الإرهاب؟
أنا أرفض هذا التوصيف لسببين؛ أولهما: إن توقيت “مؤتمر الأزهر العالمى للسلام” متميز كما ذكرت لك، وثانيهما: أريد أن أسأل من يرددون هذه الأقاويل: هل عندكم بديل ونحن مستعدون لتنفيذه؟ نحن نشكر الأزهر والكنيسة وجميع القيادات التي جاءت إلى مصر من مختلف دول العالم ليفعلوا ما بوسعهم وليقوموا بدورهم على أكمل وجه، وعلى باقى الجهات أن تكمل البناء الذي أسسته هذه المؤتمرات ليكتمل صرح السلام.

> كيف ترى الدكتور أحمد الطيب كقيادة إسلامية؟
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، شخصية مثالية لا شبيه لها، وداعية خير ومحبة وتسامح، ومن ينتقدونه يجهلون قدره الرفيع ومقامه السامى الذي يعلمه القاصى والدانى ولا ينكره إلا مغرض ومن يربطون بين الأزهر جبناء ومغرضون.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية