رئيس التحرير
عصام كامل

سر الكيمياء المصرية الهندية.. صحف نيو دلهي تدعو لمزيد من التقارب بين البلدين.. 3 مليارات دولار حجم استثمار الهنود في المحروسة.. والتعاون العسكري «دليل التوافق»

الرئيس المصري ورئيس
الرئيس المصري ورئيس وزراء الهند

تتشابهان في الماضي والحاضر وربما في المستقبل أيضا، فحضارة كل منهما من أعظم الحضارات حول العالم، وتمكنتا من الانتصار على مغتصبهما البريطاني، وتحاولان الآن الارتقاء بشعبيها من العالم الثالث إلى الأول وتأملان التفوق اقتصاديًا في المستقبل.. إنهما مصر والهند.


وأثبتت الهند في الفترة الأخيرة رغبتها في مزيد من التقارب مع مصر في كافة المجالات سواء العسكرية، أو الثقافية، والاقتصادية وحتى الدبلوماسية والسياسية حتى وصل الأمر لمناداة الإعلام الهندي بمزيد من التقارب والتعاون، فنشرت صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" الهندية تقريرًا، في أبريل الماضي، عن القوة الناعمة التي نجحت بوليوود في التأثير على الشعب المصري من خلالها.

دعوات تقارب
وبدأت الصحيفة تقريرها، باستقبال أصحاب المحال في خان الخليلي السياح الهنود بترديد أسماء نجوم السينما مثل "شاروخان"، متسائلةً عن عدم تعزيز مصر والهند علاقاتهما بشكل أقوى وعدم اهتمام وسائل الإعلام الهندية بالصداقة بين البلدين رغم حب المصريين للثقافة والسينما الهندية.

وبحسب الصحيفة، فإن الكيمياء القوية بين مصر والهند منذ الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي تراجعت بوفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وخاصة مع تولى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حكم مصر.

الجانب الاقتصادي
وأبرزت الصحيفة اهتمام الشركات الهندية بالعمل والاستثمار في مصر، إذ وصل حجم استثمار أكثر من 50 شركة هندية إلى 3 مليارات دولار أمريكي، ما وفر 35 ألف فرصة عمل للمصريين.

وتحرص الدولتان على الاستفادة من مواردهما لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، وكانت إيكونوميك تايمز ذكرت في أكتوبر 2015 أن نيودلهي وافقت على اقتراح اتفاقية النقل البحري بين الهند ومصر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الهندية أدركت المنفعة المتبادلة المهمة التي يمكن استخلاصها من التعاون في النقل البحري بين البلدين، وقرر مجلس الوزراء توقيع اتفاق بهدف تعزيز التعاون وتقديم المساعدة المتبادلة المتواصلة والمشورة بشأن السفن التجارية والمسائل البحرية الأخرى ذات الصلة بوزارة النقل البحري.

وأضافت الصحيفة أن البيان الصادر عن رئاسة الوزراء أكد أن الاتفاق سيساعد البلدين، ويسهل العلاقات البحرية والتعاون، وسيحقق نموا مطردا لحركة الملاحة البحرية وتبادل وتدريب الموظفين والطلاب.

التعاون العسكري
وتزور سفن حربية هندية موانئ مصر بشكل مستمر تأكيدًا على قوة العلاقات، وكان آخرها يوم 5 مايو عندما وصلت السفينتان الحربيتان «آي إن إس مومباي» و«آي إن إس إديتيا»، إلى محافظة الإسكندرية، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام.

وبحسب ما نقله موقع «إنديا» الهندي، فإن السفينتين سوف تشاركان البحرية المصرية خلال وجودهما في الميناء، مضيفًا أنه بعيدًا عن النشاطات المهنية، فإنه من المقرر أيضًا القيام بعدد من الأنشطة الرياضية والاجتماعية، ما يقطع شوطًا كبيرًا في تعزيز التعاون والتفاهم بين البحرية المصرية والهندية.

وقال البحرية الهندية: «مع حرص الحكومتين الهندية والمصرية على الحفاظ على قوة العلاقات الدبلوماسية، تهدف الزيارة الحالية إلى التأكيد على الوجود السلمي للهند، والتضامن مع الدول الصديقة، وخاصةً تعزيز روابط الصداقة بين البلدين».

مهرجانات هندية
وتحاول الهند الاستفادة من تراثها الثقافي المميز وعشق المصريين لها، بتنظيم مهرجانات ثقافية مثل "الهند على ضفاف النيل"، وكان آخر نشاطاتها تنظيم مركز مولانا أزاد الثقافي الهندي التابع لسفارة الهند بالقاهرة، مهرجان طاجور في الفترة من 8 إلى 12 مايو 2017 تخليدًا للذكرى الـ 156 لميلاد رابندراناث طاجور، الشاعر والرسام والكاتب والفيلسوف الهندي الشهير.
الجريدة الرسمية