رئيس التحرير
عصام كامل

الملياردير الفقير.. وواقعنا المرير!!


سمعت تقريرًا عبر الإذاعة يؤكد أن الشاب الأمريكي مارك زوكربيرج، مؤسس فيس بوك، أصبح من أغنى أغنياء العالم، حيث يحتل تقريبًا المرتبة السادسة ويربح يوميًا ما لا يقل عن 6 ملايين دولار وتقريبا 14 ألف دولار في كل دقيقة مع أن عمره ما زال في الثلاثينيات.. التقرير أجبرني على البحث والتقصي لمعرفة قصة هذا الرجل من الألف للياء وقرأت كلامًا كثيرًا جدًا عنه وتقارير كانت بمثابة المفاجأة لي، وهو ما جعلني ألوم نفسي كثيرا لأنني لم يأخذني فضولي من قبل للقراءة عن حكاية "مارك" مع فيس بوك خاصة أن كثيرين مثلي يرددون اسم "مارك" كثيرا ولا يعلمون عنه إلا أنه صاحب أو مؤسس فيس بوك.


وهنا لا أريد تكرار الكثير من المعلومات الثمينة التي قرأتها عن "مارك" لكونها موجودة ومتاحة لأي مهتم ولكن أريد التأكيد أن قصة بداية فيس بوك كانت غريبة وأصبحت أغرب.. وهدفها كان من البداية "نبيلا"، ولكن للأسف أصبحت يُساء استخدامها بشكل غريب.. فهذا الــــ"مارك" كافح وخطط وتعاون ونفذ ووصل إلى ما لم يكن يحلم به وتركنا وشأننا نفعل ما نشاء بهذا الموقع.

وعندما تعلم أنه مع نهاية هذا العام سيصل عدد مستخدمي فيس بوك إلى 2 مليار شخص نشط فهذا معناه أننا نعيش مرحلة اجتماعية ثورية وهي تعتبر سلاحًا ذا حدين.. وإذا تحدثنا عن استخدامنا نحن كعرب لهذا الموقع فيجب الاعتراف بأن الاستخدام السلبي فاق الإيجابي بمراحل.. فأنت تتعامل مع واقع افتراضي من وراء الستار يمكن أن تبث فيه ما تشاء في أي وقت.. ناهيك عن الاستخدام السلبي المباشر من خلال الشتائم والفضائح والفتنة والتلوث السمعي والبصري.

إذن "مارك" أو كما يلقب بالملياردير الفقير.. قدم لنا خدمة ذهبية وتركنا نستخدمها كما نشاء داخل واقع افتراضي خادع وهو ما يزيد من التأكيد أننا للأسف "كعرب" قابعون في القاع بسبب استخدامنا السيئ لكل ما هو جيد.

تجربة "مارك" من خلال المعلومات التي قرأتها جعلتني أزداد إحباطًا من كل الجوانب.. فهذا شاب أمريكي نجح في أن يجعل العالم يتنفس يوميًا باختراعه بل قد ينقلب العالم رأسًا على عقب لو تم إلغاء فيس بوك حاليًا.. فهل يمكن الاستفادة من تجربة هذا الشاب في الاقتناع بأنه لا يوجد مستحيل مع من يرغب في النجاح.. أيضًا لك أن تتخيل كيف يتم استخدام فيس بوك والاستفادة منه في كل مناحي الحياة بالدول الغربية وقارنه بما هو موجود في واقعنا العربي.. فهذا هو الفارق بين عقولهم وعقولنا.

وأخيرا.. هنيئا لـ "مارك" الذي كافح واجتهد وأبدع في النجاح.. ثم أصبح يتعامل بل يتحكم في 2 مليار شخص حول العالم.
الجريدة الرسمية