رئيس التحرير
عصام كامل

الخميسي يحتفل بعيد ميلاده مع الصيادين في إمبابة

 الشاعر عبد الرحمن
الشاعر عبد الرحمن الخميسي

تحت عنوان (حواديت) يحكي المحرر السهران بمجلة روز اليوسف في رمضان عام، 1968 يقول:

جاء رمضان وجاءت حلاوة الشهر الكريم والسهر حتى الصباح، وإذا تحدثنا عن الليل فلابد أن نذكر واحدا من رجاله العظام هو الفنان الشاعر عبد الرحمن الخميسي، الذي أتم عامه الثامن والأربعين.


وذات يوم من أيام الشهر الفضيل فكر عبد الرحمن الخميسي كيف يحتفل بعيد ميلاده وقد جاءت هذه المناسبة وفى قلبه شجون وشجون.

حكى صديق للمحرر السهران أن الخميسي استقل تاكسي مرسيدس فاخر في منتصف الليل وراح يطوف محال البقالة والفاكهة والكباب، ثم أخيرا عند محل الأمريكيين حيث اشترى تورتة كبيرة عليها خمس شمعات.

قال الخميسي للسائق: اطلع يا أسطى على المعادي، وما كاد السائق يسير حتى هتف وقال له اطلع على إمبابة.

وعلى طريق الكورنيش بعد كوبري إمبابة أوقف الخميسي التاكسي في الظلام بجانب مجموعة من الصيادين يشعلون راكية نار ويصنعون الشاي.

قال لهم الخميسي: السلام عليكم، ردوا: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اتفضل.

جلس الخميسي بينهم وأحضر السائق الطعام والتورتة ووضعهم وسط الحلقة وقال يالله بينا يا رجالة.. أكل الجميع مع شاعرنا الكبير ودارت أكواب الشاى وقسمت التورتة بين الصيادين وهم ينظرون إلى الأستاذ في ذهول وهم يسمعونه بعض المواويل والأغنيات حتى موعد السحور وهو بينهم في قمة السعادة والنشوة.

وعندما قام مستأذنا مع السائق ودعه الصيادون معانقين، وألف سؤال يطل من عيونهم.

وفى الطريق سأله السائق: حضرتك عملت كده ليه؟
رد الخميسي: أبدا.. أنا كنت باحتفل بعيد ميلادي وبشهر رمضان مع نفسي، مع الليل ومع الناس الطيبين اللي زيك كده.. أمال أنت كنت فاكر إيه الحكاية؟

قال السائق: الصراحة بقى أنا افتكرت حضرتك عليك ندر ولا حاجة.. لا مؤاخذة أصل الصيادين قالوا لي كده في السر.
الجريدة الرسمية