نبيل فاروق: «الفيزياء المسلية» بداية تحولي لكاتب خيال علمي
الدكتور نبيل فاروق من أشهر كتاب الخيال العلمي في مصر، ويرجع الفضل إليه في جذب قطاعات كبيرة من الأطفال والمراهقين للقراءة في مقتبل أعمارهم من خلال عدد من الروايات التي اعتمدت التشويق والإثارة وموضوعات الخيال العلمي، ومن أبرزها سلسلة «رجل المستحيل».
ولم يكن مستغربا أن يعلن فاروق أن كتاب «الفيزياء المسلية» للكاتب الروسي ياكوف بيريلمان، هو أهم كتاب أثر في حياته، حيث قرأه أثناء دراسته في الثانوية العامة، معتبرا أنه غير حياته، حيث توجه إلى القراءة والعلم، وهو بداية تحوله إلى كاتب خيال علمي.
وأوضح أن سر افتتانه بالكتاب يرجع إلى تبسيطه للحقائق العلمية، إلى جانب تركيزه على حقائق مهمة لم يتناولها غيره، وهو ما علمه أن الإنسان كلما كان أكثر علما، تمكن من توصيل الحقائق العلمية بشكل أبسط، وبعدها بدأ الاهتمام بقراءة الكتب العلمية.
وأشار إلى أنه يعتبر نفسه "دودة كتب"، ويقرأ كثيرا جدا، وبدأ مؤخرا في قراءة كتب تتناول ثورة ٢٣ يوليو، معتبرًا أن أغلب المشكلات التي تعاني منها الدولة الآن بدأت في هذه المرحلة، موضحًا أنه يهتم أكثر بقراءة الكتب العلمية والسياسية.
وعن أعمال الشباب فإنه يقرأها باعتبارها أعمالا خفيفة، كما أنه يقرأ كثيرا قبل كتابته عمل ما، بحيث يتعمق فيه، وأضاف إلى ذلك مشاهدة الأفلام الوثائقية لتدعيم معلوماته، وهو ما يستنفد أغلب وقته.
كتاب «الفيزياء المسلية» يهدف إلى تزويد القارئ بمعلومات جديدة في الفيزياء، ومساعدته على إدراك ما يعرفه، أي تعميق وإحياء ما لديه من المعلومات الأساسية في الفيزياء، وتعليمه كيف يتصرف بها عن وعي، مع حثه على استخدامها في مجالات مختلفة.
ويقول مؤلفه "ياكوف بيير بلمان" إن ذلك لا يتم إلا ببحث عدد من الألغاز والأسئلة المبتكرة والقصص المسلية والمسائل الممتعة والتناقضات الظاهرية والمقارنات غير المتوقعة في علم الفيزياء، المنسوبة إلى مجموعة الظواهر اليومية أو الروايات العلمية-الخيالية، المستمدة من مؤلفات مشهورة.
كما يقول إنه قد استخدم لتحقيق هدفه مادة الروايات العلمية -الخيالية على نطاق واسع، باعتبارها أكثر ملاءمة لأهداف الكتاب، فقدم مقتطفات من قصص وروايات جول فيرن، وويلز، ومارك توين، وغيرهم، كما حاول قدر استطاعته أن يضفي على الحديث الظاهر، صيغة جذابة ويجعل الموضوع مشوقًا.
استرشد بتلك البديهية النفسانية، التي تقضي بأن الاهتمام بالموضوع يركز الانتباه ويسهل الفهم، وبالتالي يمهد السبيل لاستيعاب المادة، بصورة أكثر إدراكًا ووثوقًا.
وخلافًا للتقاليد المراعاة عند وضع مثل هذه الكتب، فقد خصص المؤلف في كتابه «الفيزياء المسلية» صفحات قليلة جدًا لوصف التجارب الفيزيائية الممتعة والفعالة.