رئيس التحرير
عصام كامل

اللغة العربية تعود إلى تركيا بعد غياب 9 عقود

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عادت اللغة العربية لتتبوأ المكانة التي تستحقها في تركيا بعد غيابها 9 عقود، وظهر ذلك في عدة صور ومجالات لتعكس أهميتها في المجتمع التركي، الذي يحتضن أكثر من 4 ملايين عربي من المقيمين واللاجئين، بحسب ما ذكرته صحيفة "زمان" التركية.


وتحتوي اللغة التركية على 6459 مفردة عربية، وفي عهد الخلافة الإسلامية كتب الأتراك لغتهم بالحروف العربية وسُميت آنذاك "العثمانية".

وأوضحت الصحيفة أنه حرصًا على السياح العرب وعلى تقديم أوسع شريحة من الخدمات التي من شأنها تسهيل زيارتهم بدأت بلدية إسطنبول مؤخرا بإضافة اللغة العربية إلى اللافتات واللوحات الإرشادية في المناطق السياحية.

وكانت وزارة التعليم التركية قررت إضافة درس للغة العربية إلى برنامج طلاب الصف الثاني والثالث والرابع من المرحلة الابتدائية، اعتبارًا من العام الدراسي (2016 – 2017).

ودروس اللغة العربية ستكون اختيارية وسيتم تدرسيها للطلاب الراغبين بتعلمها، حيث سيتم تحضير كتاب مدرسي وكتاب تدريب للطلاب وكتاب دليل المعلم، واتخذ ذلك القرار من قبل مجلس التربية والتعليم التابع لوزارة التعليم التركية بناءً على كتاب المديرية العامة لتعليم الدين.

وتوضح المديرية العامة لتعليم الدين التابعة لوزارة التعليم التركية، غاية وأهداف تعليم اللغة العربية كالتالي قائلة: "إن اللغة العربية التي يتم النطق بها كلغة أم من قبل 350 مليون شخص في 22 دولة، تعد إحدى اللغات الستة الرسمية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة".

وتابعت: "تأتي الأسباب التاريخية والثقافية على رأس الأسباب التي تستدعي تعلم اللغة العربية المهمة بالنسبة للدين في الدول المسلمة، وازدياد أهمية المنطقة التي تتحدث باللغة العربية يومًا بعد يوم بسبب الأهمية الجيوسياسية والإستراتيجية، تجبر على تعلم العربية لأغراض اقتصادية وسياحية وتجارية وسياسية إلى جانب الأسباب الدينية، وتواجد آثار عربية عديدة في ميراثنا الثقافي، يجعل هذه اللغة مهمة من ناحية تاريخنا".

وأُلغيت اللغة العربية في تركيا منذ تولي مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الدولة التركية الحديثة، في أكتوبر عام 1923، بعد إعلانه إلغاء الخلافة وولادة الجمهورية التركية، وجعله من أنقرة عاصمةً للدولة التركية بدلًا من إسطنبول التي كانت عاصمة الخلافة العثمانية.

إذ بدأ أتاتورك عهدًا من التغريب وتكريس العلمانية، وذلك بمنعه المدارس الدينية وإلغائه المحاكمات الشرعية، واستبدال الحروف اللاتينية بدلًا من الحروف العربية في الكتابة، وظلت التغيرات التي أدخلها أتاتورك على الحياة التركية موضع جدل حتى اليوم.
الجريدة الرسمية