اضربهن واهجرهن فى الفراش
إن أسباب تأخرنا عن المجتمعات الراقية المتقدمة هى فهمنا وممارساتنا الخاطئة لكثير من الأشياء والتى تكون بالنسبة لنا هى من طبائع أمورنا اليومية ولكن يستوقفنى كثيرًا ما يقوله بعض مشايخ الفضائيات عن المرأة ويعتقد الناس البسطاء وغيرهم أن هذا من الإسلام وبذلك تكون من المُسَلمات التى لا يجب مناقشتِها.
والجدال فيها يقع صاحبه فى الحُرمانية بل يأتون بالمبررات والتفاسير الخاطئة والدخول فى جدال عقيم لافائدة منه إذا فُتح أى موضوع يتعلق بالمرأة. بل إننى أرى كثيرًا منهم يفعل فى بيته بعكس ما يقول ويعتقد.
فمثلا سمعت شيخًا كبير السن والمقام يتحدث مع مذيع فى أحد برامج الفضائيات، ويقول: إن ضرب المرأة فى الإسلام هو تكريم وتشريف لها، وشد انتباهى ما سمعت وزاد فضولى فى أن أعرف وجهة نظره طبقًا لما فهم من الإسلام كيف تُكرم المرأة بضربِها؟ فكان رد الشيخ بالتأكيد على صحة القول مؤكدًا أن الإسلام منع ضربها على وجهها وهذا تكريم وكذلك يكون الضرب فى حالة واحدة فقط وهى امتناعها عن فراش الزوج. ويزيدون فى التكريم بأن الضرب يجب ألا يكون مبرحًا، وأن الرسول كان يضرب زوجاته بالسواك.
أى سواك هذا الذى كان الرسول يضرب به زوجاته أليس هو السواك الذى نستعمله لتنظيف الأسنان؟ أكان الرسول ضاربًا أم كان مداعبًا زوجاته بالسواك؟ كأن يضرب الأب ابنته إذا أخطأت على كتفيها وهو مبتسمًا فتفهم الابنة مراد الأب فتغير سلوكها على الفور.. مداعبة لا أكثر. وكذلك لا أفهم كيف لا تريد زوجتى معاشرتى فأقوم بضربها وجذبها إلى فراشى أو تقوم غير راضية؟ ما المتعة فى ذلك؟ لا أعرف ولا أجد تفسيرًا. وهذا يتناقض ويتنافى مع شروح معاملة الزوجة فى الفراش ووجوب المداعبة قبل المعاشرة.
ولما لا يكون تفسير الضرب هنا هى إحدى وسائل المرأة للتفاهم، فعلم النفس يحدثنا أن هناك أفرادًا نساء ورجالًا لا يُثارون جنسيًا إلا عندما يُضرَبون. ويُسميهم علم النفس بـ(الشخصيات الماسوشية) ويكون الضرب مطلبًا من مطالب الزوجة عند الممارسة وتجد أن المرأة الماسوشية تُضرب وهى متلذذة وباكية مغمضة عينيها من النشوى وتصبح ناعمة حنون وودودة وهادئة وتكون فى قمة إثارتها. وتجد بعض الأزواج وقد أعجبتهم هذه الطريقة وأصبحت جزءًا من حياتهما ولا يفهم شفرتها غيرهم بل يراهم الجميع فى حالة شجار دائم وهم فى الحقيقة فى قمة الشَبق المتوهج.
وهذا بالقياس لحديث آخر هو: تنكح المرأة لثلاث لمالها وحسبها وجمالها فازفر بذات الدين تربت يداك.
وهنا يعدد الرسول الأسباب التى يقبل فيها الرجال على الزواج من النساء ويؤكد أن المؤمن لابد أن يقترن بذات الدين فهى الأساس.
ففى الزواج هناك عرض الرسول حالات الزواج وأكد على وجوب اختيار ذات الدين وفى حديث الضرب ذكر حالات النساء وأعطى الاختيار للزوج فى معاملة المرأة طبقًا لحالة الزوجة وأحاسيسها.
والهجر لابد أن يكون فى الفراش معللين ذلك لعقاب الزوجة جنسيًا. بأن يعطى الرجل ظهره لزوجته فيجن جنونها لمنعها من دوائها الجنسى اليومى فهل هذا يعقل؟ يضربها إن لم تستجب له ويعاقبها بما ضربها من أجله!!.
فلما لا يكون الهجر فى الفراش وعدم ترك فراش الزوجية للمصالحة فعندما ينام الزوجان ينسيان صغائر الأمور اليومية فيمكن أن يستيقظ الزوج من النوم ليطلب من زوجته أن تناوله مثلا كوبًا من الماء بحكم العادة فتعطيه إياه فيشكرها فيعانقها ويقبلها وتحدث المعاشرة فتهدأ غضبتهما وترجع الأمور إلى مُجرَياتِها العادية.
لماذا يفكر بعض مشايخنا بجهازهم التناسلى مع إن التفكير بالعقل فريضة.
كم هى مظلومة تلك المرأة المسلمة الشرقية. وللحديث بقية.