«في مسجدنا متطرف» مع رشا نبيل!
115 ألف مسجد تقريبا في مصر تحتاج لمراقبتها ومتابعتها إلى ربع مليون شرطي على الأقل، حتى تكون تقاريرهم صحيحة.. وهو ما لا يمكن حدوثه بأي حال.. وطوال أكثر من 45 عاما ومنذ التفاهم ثم التصالح ثم التعاون الذي جري بين الرئيس السادات والإخوان في السبعينيات والمساجد والزوايا هي منصات الإخوان الأساسية وأدوات إعلامها التي من خلالها تواصلت مع الناس واشتبكت معهم واقتربت منهم وجندت منهم عشرات الألوف.. وفيها شهد الناس واستمعوا -وكنا منهم- إلى خطب الجمعة ودروس الأربعاء ولقاءات ما بين المغرب والعشاء ثم الدروس الفرعية النوعية المتخصصة في الفقه والسيرة والحديث الشريف.
وبالطبع وظف الإخوان كل ذلك لمصلحتهم ولخدمة أفكارهم والترويج لجماعتهم والدعوة لـ"مشروعهم" ونعترف-وليس علينا إلا أن نعترف- أنهم نجحوا نجاحا كبيرا في ذلك حتى يمكننا القول وبلا مبالغة أن التاريخ الذي يعرفه المصريون اليوم ليس إلا التاريخ الذي كتبه وصاغه لهم الإخوان.. وفيه روجوا لكل أكاذيبهم وشرورهم.. فحرب 56 مثلا هزيمة رغم أنها اسقطت إمبراطوريتين وأشهر كتاب عن الحرب كتبه وزير خارجية بريطانيا وقت الحرب "أنتوني ناتنج" اعترف فيه بسقوط بريطانيا العظمي في السويس!
وصدق المصريون الكذبة وراحوا يجلدون بلدهم كل حين!
وفي تاريخ الإخوان حادث المنشية تمثيلية وزينب الغزالي عذبوها وأدخلوا الكلاب تنهشها في الزنزانة وكانت جروحها تشفي صبيحة كل يوم! وفي تاريخ الإخوان أن حسن البنا قتل بأوامر بريطانية صهيونية أمريكية! وأن الجماعة ممنوعة من الحكم لأن أعداء الإسلام يريدون ذلك وأن الحكم المدني يعني علماني والعلماني كافر فتكون النتيجة أن الحكم المدني كافر وأن سيد قطب انتمي للجماعة بعدما سمع أجراس الكنائس في أمريكا تدق بعد وفاة البنا فرحا بذلك !
طويل هو تاريخ الإخوان الكاذب وصدقه ونقله عنهم حتى خصومهم وليس بعد ذلك نجاح لم تحققه أي جماعة ولا أي حزب!
وبالأمس أدارت الإعلامية المرموقة الأستاذة رشا نبيل على شاشة دريم حوارا طويلا.. مهما ورائعا مع الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف طال كل ما يتصل بوزارة الأوقاف وبالدكتور جمعة نفسه، ومنها سيطرة وهيمنة المتطرفين على منابر مصر، وأنكر الوزير بشدة وجود ذلك، والرجل مؤكد يتكلم صادقا طبقا للمعلومات التي لديه وربما يقصد الإخوان إلا أنه ومن المؤكد أيضا أن معلومات الوزير غير صحيحة.
فإن كان الإخوان مستبعدين من الخطابة إلا أن متطرفين آخرين يهيمنون على عدد كبير من المساجد ومعهم عدد كبير من غير المؤهلين للخطابة حتى لو كانوا غير متطرفين.. الوزير أكد أن باب الشكوي مفتوح على صفحة الوزارة.
هي فرصة لمحاربة التطرف، بأن تشتكوا بأسماء غير المؤهلين هؤلاء وتقدموا لدينكم ولوطنكم خدمة كبيرة.. أو أن تخصص الأستاذة رشا بنفسها بريدا إلكترونيا أو مساحة من الوقت في الحلقات القادمة ليبلغها جمهورها هاتفيا بالمتسللين إلى المنابر التي آن أوان إبعاد واستبعاد "الفتنويين" وغير المتخصصين عنها.. ومن الأستاذة رشا مباشرة إلى فضيلة الدكتور جمعة وأن يتولي الأمر بنفسه!
يوم الجمعة يعج بالآلاف ممن لا يستحقون تولي خطبة الجمعة ولا الصعود إلى المنبر.. فللمنابر جلالها فامنعوا عنها من لا يقدرونها ولا يستحقونها أصلا!
