إلا الكافيهات يا ريس!!

في مؤتمر الشباب الأخير طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بإيجاد حل للشباب أصحاب عربات المأكولات والباعة الجائلين بتقتين أوضاعهم، وهذا على خلفية مشكلة حي النزهة مع فتيات عربة الهامبورجر، وحسنًا فعل الرئيس لأنه يجب ترخيص هذه العربات والأهم أن تكون تحت الرقابة الصحية وهذا أمر طبيعي في كل دول العالم المتقدم، فالمواطن حينما يأكل من عربة في الشارع يكون مطمئنًا على نفسه وبضمان الحكومة مثلما يأكل في أفخم المطاعم والفنادق لا فرق في سلامة الغذاء، والفرق في الأسعار فقط فالجودة والسلامة واحدة في عربة الشارع مثل الفندق 5 نجوم..

بعض المسؤولين يحاولون استغلال توجيهات رئيس الجمهورية وترخيص الكافيهات أيضًا، ولو حدث ذلك سوف تكون كارثة على البلد، فإذا كانت الدولة لا تستطيع السيطرة على هذا البلاء وهو مخالف فكيف سيكون الأمر بعد تقنين أوضعها..

شوارع مصر المحروسة لا تخلو من المقاهي (الكافيهات) وتشعرك أن لدينا كافيه لكل مواطن، وأننا دولة تحتل المركز الأول عالميًا ليس في البحث العلمي والصناعة والتقدم التكنولوجي لا سمح الله بل في إنشاء الكافيهات وشرب الشيشية وهذا هو الإنجاز الذي نقدمه حاليًا للحضارة الإنسانية، هذا الملف يعج بالفساد، وهناك مافيا تتحكم فيه ولا تقل خطورة أو أرباحًا عن تجارة المخدرات والسلاح..

فكل الكافيهات غير مرخصة أو مرخصة نشاط وتمارس نشاطًا آخرًا، كلها تقدم الشيشية وهذا مخالف تمامًا للقانون لأن الترخيص بالشيشية للفنادق والمراكب السياحية فقط، كل الكافيهات في المباني الإدارية والجراجات تحت سمع وبصر وتواطئ مسئولي المحليات، وتستخدم مرافق الدولة بأسعار زهيدة وتقدم خدماتها للزبائن بأسعار مرتفعة جدًا وتعطي لعمالها أجور بسيطة ولا تؤمن عليهم، ولا تسدد الضرائب، كل الكافيهات تحتل الأرصفة والشوارع وتتسبب في أزمات مرورية ومشكلات في انتظار السيارات، وتستخدم بلطجية يعتدون على المواطنين، وأصحابها من ذوي السلطة والمال وإعلاميين وفنانين أو شركاء من خلف الستار..

الكافيهات سبوبة للمسئولين في المحليات، حيث يتقاضون رواتب شهرية في مقابل التستر عليهم وإبلاغهم بمواعيد الحملات الأمنية حتى يغلقوا أبوابهم وإخفاء ما لديهم من ممنوعات، والتغاضي عن سرقة المياه والكهرباء، معظم رواد الكافيهات من الشباب (صبيان وبنات) في مقتبل العمر ويبدأون طريقهم للإدمان بتدخين الشيشة والسهر حتى صباح اليوم التالي، وما هو الحل إذن؟

إن كانت هناك إرادة حقيقية، فالحل بسيط: أولًا مراجعة تراخيص كل الكافيهات، ومنع الشيشية طبقًا للقانون، وإعادة فتح الجراجات المغلقة حتى نقضي على مشكلات الازدحام المروري وانتظار السيارات، ويجب تحرير الأرصفة والشوارع من قبضة البلطجية "السياس"، ليس معقول أن تنفق الدولة مليارات الجنيهات من أموالنا لإقامة جراجات عامة تستوعب عددًا قليلًا من السيارات وتترك مئات الآلاف من جراحات العمارات تم تحويلها إلى كافيهات ومطاعم ومخازن..

ثانيًا: يتم تخصيص قطع أراضي بعيدة عن المربعات السكنية معزولة لإقامة المقاهي والكافيهات ويرخص لها بذلك مقابل حصول الدولة على حقوقها كاملة من ضرائب وتأمينات ومعاشات وتأمين صحي ومرافق ومن يرغب في تدخين الشيشة والسهر يذهب بعيدًا عن المساكن التي لم تعد تحتمل كل هذه الفوضى..

نحن مع توجيهات الرئيس في تقنين أوضاع الباعة الجائلين وشباب عربات الأكل لأنها تفتح فرص عمل حقيقية ولكن إلا الكافيهات يا ريس، فهى دمار على البلد، اللهم قد بلغت فاشهد. 
egypt1967@yahoo.com